عموماً مع البغايا. وقد قدر الكونت دكايلوس أن عددهن في نابلي عام ١٧١٤ بلغ ثمانية آلاف من بين السكان البالغين ١٥٠. ٠٠٠. ووجد الرئيس دبروس في ميلان "إنك لا تخطو خطوة في الميادين العامة دون أن تلتقي بقوادين Courtiers de Galanterie يعرضون عليك نساء من كل لون أو جنس تشاء، ولكن لك أن تثق بأن النتيجة لا تكون دائماً باهرة كالوعد (٢)". وكان محظوراً على البغايا في روما أن يظهرن في الكنائس أو المحافل العامة، وحرم عليهن بيع مفاتنهن خلال صوم الميلاد، والصوم الكبير، وأيام الآحاد والعطلات الدينية.
وكان أشد ما يعاكس هؤلاء البغايا ويفسد عليهن حرفتهن أن طريق العشق الحرام كانت ميسرة إلى قلوب النساء المتزوجات. فهؤلاء النساء انتقمن لأنفسهن من فترة المراهقة التي ضيق عليهن فيها، ومن الأزواج الذين لم يكن لهن رأي في اختيارهن، بالانغماس في العلاقات الغرامية غير المشروعة، وباتخاذ "سيد تابع" cavaliere Servente. وقد سمحت عادة مرافقة المرأة المتزوجة هذه Cicisbeatura، بموافقة زوجها في غيبته، (وهي عادة مستوردة من أسبانيا) بأن يقوم على خدمتها سيد يخدمها، فيرافقها إلى العشاء وإلى المسرح وإلى المنتديات، ولكن نادراً ما يصاحبها إلى الفراش. واختيار بعض الأزواج مرافقين لزوجتهم لحمايتهن من علاقات العشق الحرام (٣). وقد أفضى الانتشار الواسع لمذكرات كازانوفا، والأخبار المتعجلة التي أذاعها الرحالة الفرنسيون الذين ألفوا التحلل الفرنسي، إلى مبالغة الأجانب في فكرتهم عن فساد الأخلاق في إيطاليا. صحيح أن جرائم العنف أو الجنس كثرت، ولكن الإيطاليين كانوا بوجه عام أبناء أوفياء لوالديهم، وأزواجاً غيورين على نسائهم، وزوجات مجدات في بيوتهن، وآباء متعقلين بأبنائهم، يحيون حياة أسرية مترابطة، ويواجهون متاعب الزواج والأبوة والأمومة بإباء في الخلق وطلاقة في الحديث وبشاشة حاضرة في الطبع.
ولم يلق تعليم النساء تشجيعاً، لأن كثيراً من الرجال كانوا يرون التعليم خطراً على العفة. وتلقت قلة من البنات في الأديرة تعليماً في القراءة والكتابة