فعقد العزم على أن ينهى كل مشاركة لليسوعيين في الصناعة والتجارة والحكومة البرتغالية. فلما أدرك يسوعيو البرتغال نيته تضافرت جهودهم للإطاحة به.
وكان قائدهم في هذه الحركة جابرييل مالاً جريداً، الذي ولد بمنادجو (على بحيرة كومو) عام ١٦٨٩، وتميز على أقرانه في المدرسة بما مارس من غض يديه حتى يدميهما، وكان يقول أنه بهذه الطريقة يعد نفسه لتحمل آلام الاستشهاد. ثم التحق بجمعية اليسوعيين، وأبحر إلى البرازيل مبعوثاً. وراح يبشر الهنود في الأدغال بالإنجيل من ١٧٢٤ إلى ١٧٣٥. وأفلت من الموت عدة مرات-من أكلة لحوم البشر، ومن التماسيح، ومن الغرق في السفينة، ومن المرض. وابيضت لحيته في بواكير كهولته. ونسبت إليه قوى خارقة، وكانت الجموع المترقبة تتبعه أينما ظهر في مدن البرازيل. وبنى الكنائس والأديرة، وأسس المدارس اللاهوتية. وفي ١٧٤٧ قدم على لشبونة في طلب المال من الملك يوحنا. وحصل عليه، ثم أبحر قافلاً إلى البرازيل وأسس المزيد من البيوت الدينية، وكثيراً ما شارك بيديه في أعمال البناء. وفي ١٧٥٣ عاد إلى لشبونة ثانية، لأنه كان قد وعد بأن يعد الملكة الأم للقاء ربها. وقد عزا زلزال ١٧٥٥ لخطايا الشعب، وطالب بإصلاح الأخلاق، وتنبأ مع غيره من أفراد طائفته بمزيد من الزلازل إن لم تنصلح الأخلاق. وأصبح بيت خلوته الدينية بؤرة للمؤامرات ضد بومبال.
وكان بعض أسر النبلاء ضالعين في هذه المؤامرات. واحتجوا بأن ابن مالك أرض ريفي حقير قد سود نفس على البرتغال، وقبض على مقاليد حياتهم ومقدراتهم. وكان أحد هذه الأحزاب الأرستقراطية تحت زعامة دوم خوزيه دي ماسكارينهاس، دوق أفيرو، وآخر يرأسه ابن أخي الدوق وهو المركيزة دونا ليونور، إحدى زعيمات المجتمع البرتغالي، تلميذة شديدة التحمس للأب مالاً جريداً كثيرة التردد عليه. وكان أكبر أبنائها، الدوم لويز برناردو، "مركيز طابوره الأصغر" متزوجاً من عمته. فلما