للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس ثمة شاهد على ان صناعة الخزف قد بدأت في اوربا عام ١٤٧٠ م، فقد ذكر في ذلك العام على انه فن جميل اخذه البنادقة عن العرب في اثناء الحروب الصليبية.

وكان عهد اسرة سونج هو العهد الذي بلغ فيه فن الخزف الصيني ذروة مجده. وخبراء هذا الفن يعزون إلى هذا العهد اقدم ما لدينا من الآنية الصينية واحسنها، بل ان صناع الخزن في عهد اسرة منج، وهم الذين جاءوا بعد هذا العصر ونبغ فيه بعضهم نبوغ فنانيه، حتى هؤلاء كانوا اذا ذكروا خزف اسرة سونج ذكروه بالاجلال والاكبار، وكان جامعوا العاديات الصينية يحتفظون بما يعثرون عليه من خزف هذه الاسرة ويعدونه من الكنوز التي لاتقوم بمال. وأنشئت في القرن السادس الميلادي مصانع عظيمة في جنج ده- جن حيث توجد الرواسب الغنية من المعادن التي تستخدم في صنع الفخار وتلوينه واعترف البلاد الامبراطوري بهذه المصانع رسمياً، وبدأت تغمر الصين بفيض من الصحاف الخزفية والاقداح والجفان والمزهريات والطاسات والاباريق والقنينات والجرار والصناديق ورقع الشطرنج والماثلات (١) والخرائط. وحتى مشاجب القبعات كانت تصنع من الخزف المطلى بالميناء والمرصع بالذهب؛ وظهرت في ذلك الوقت لأول مرة القطع ذات اللون الاخضر اليشبي (٢) المعروفة بالسلادون (٣) والتي اصبحت محاكاتها اهم مايصبو اليه الفخراني في الوقت الحاضر، كما اصبح اقتناؤها أهم ما يصبو إليه جامع التحف (٤). وقد أرسل سلطان مصر في ١٤٨٧ نماذج منها إلى لورنزو ده


(١) في القاموس الماثلة منارة المسرجة وقد استعرناها (الشمعدان).
(٢) الشبيه بخضرة اليشب
(٣) اسم أطلقه الفرنسيون في القرن السابع عشر وهو مأخوذ من اسم بطل رواية "الكوكب" l،Astree تأليف دورفيه. وكان هذا البطل إذا مثلت الرواية يرتدي على الدوام ملابس خضرا.
(٤) وليس أصعب من محاكاتها عنه الغربيون إلا اقتناؤها، ذلك أن اليابانيين قد جمعوا معظم قطع السلادون الصينية الذائعة الصيت، وهم يأبون أن يبيعوها مهما عرض عليهم من الثمن. وقد عجز صانعو الخزف المتأخرون من مجاراة فناني عهد أسرة سونج في هذا المضمار.