لوحة لفيلاسكيذ، ومن هذه النسخ صنع محفورات، وكانت هذه مهارة جديدة عليه، وظل مناقشه حيناً متردداً فجاً، ولكن من هذه البداية تطور ليصبح من أعظم الحفارين بعد رمبرانت. وسمح له بأن يقدم نسخة بشخصه إلى الملك، وفي ١٧٨٠ سجل واحد من مصوري البلاط. وقبل الآن في الأكاديمية آخر الأمر. وحوالي ١٧٨٥ رسم لوحة شارل الثالث الشهيرة، التي بدأ فيهل الملك لابسا حلة الصيد، مهيأ للقتل، ولكنه هرم، مكدود، متقوس الساقين محدودب الظهر، هنا ضحى جويا كعادته بالرضى في سبيل الصدق.
واستقدم جويا أمه وأخاه كاميلو بعد موت أبيه ليعيشا معه ومع خوزيفا والأطفال. وقبل شتى التكليفات ليعول هذه الأسرة المتكاثرة: فرسم لوحة جصية في كنيسة سان فرانسسكو الجراندي، وصوراً دينية لكلية كالاترافا بسلمنقة، ومشاهد من الحياة اليومية لمنزل دوق أوزونا الريفي، ثم رسم لوحات للأشخاص لكونها أربح فرع في مهنته. فرسم عدة لوحات لوزونا (٩٤)، واحدة للدوق وأسرته- يبدو فيها الأطفال شديدي التصلب وأخرى لدوقة أوزونا بثلاثة أرباع طولها (٩٥) - وهي معجزة من اللون والزيت تستحيل حريراً ومخرمات.
وربما كان جويا سعيداً عام ١٧٨٤. ففي ذلك العام ولد له خافيد، وهو الابن الوحيد الذي قدر له أن يبقى حياً بعد موت أبيه. وأزيح الستار عن الصور الجصية التي رسمها لكنيسة القديس فرنسيس الكبير في احتفال رسمي، وأثنى مشاهدوها عليها كأروع لوحة في ذلك العهد، وكان الملك وكل حاشيته حضوراً، وقد شاركوا في الثناء. وحوالي ١٧٨٧ رسم جويا لوحة المركيز دي بونتيخوس، وهي الآن من أنفس ما تملكه قاعة الصور القومية في واشنطن. وبعد عام إلى رسم الطبيعة في لوحته La Pradera de San Isidro (٩٦) - وتمثل حقلاً غص بالمتنزهين يحتفلون بعيد القديس حامي مدريد العظيم بالركوب والتمشي والجلوس والأكل والشرب والغناء