والرقص على شواطئ مانزاناريس المعشية. وهي لا تعدوا أن تكون تخطيطاً، ولكنها آية من آيات التصوير.
ولم يزد عمر جويا على الثالثة والأربعين حين مات شارل (١٧٨٨) ولكنه حسب نفسه قد شاخ. وكان قد كتب في ديسمبر من العام إلى زاياتر يقول "لقد شخت، وملأت التجاعيد وجهي حتى أنك لن تستطيع التعرف عليّ "لولا أنفي الأفطس وعيناي الغائرتان (٩٧)". وما كان في استطاعته التنبؤ بأنه ما زال أمامه فسحة في الأجل تمتد أربعين سنة، وبأن أكثر مغامراته شططا وأروع إنتاجه مستكناً في مستقبل أيامه. لقد تطور في بطء والآن سيكرهه الغرام والثورة أن يتابع السير وإلا كان من المغرقين. فأرتفع مع الأحداث، وأصبح أعظم فنان في جيله.
ب - غرامه
وقد شغله ١٧٨٩ رسم صور للملك والملكة الجديدين احتفالاً بدخولهما مدريد رسمياً في ٢١ سبتمبر. وكان "فيليبي" بن شارل الثالث البكر، قد أقصي عن وراثة العرش لعتهه، فآل العرش للابن الثاني الذي وصفه مؤرخ غير متعاطف بأنه "نصف معتوه (٩٨) " لا أكثر. وكان شارل الرابع ساذجاً حسن الظن بالناس، فيه من الطيبة ما يكاد يغري الأشرار بالشر. وكان قد انصرف إلى حياة القنص والأكل والإنجاب لافتراضه أنه مقصي عن وراثة العرش، بحكم كونه الابن الثاني. أما وقد بات الآن بديناً لين العريكة، فأنه أستسلم راضياً لزوجته ماريا لويز البارمية، وتجاهل- أو جهل- فسقها مع عشقها، ورقى عشيقها مانويل دي جودوي رئيساً للوزارة (١٧٩٢ - ٩٧).
وكانت الملكة الجديدة قد داعبت الأفكار التحررية قبل ولايتها للعرش، وقد شجع شارل الرابع في أول سني حكمه فلوريدا بلانكا، وخوفيللانوس، وكامبومانيس (وكلهم رسمهم جويا) على المضي في برنامج إصلاحاتهم. غير أن سقوط الباستيل روع شارل الرابع وفلوريدا بلانكا فارتدت الحكومة