عليها في نزهة، أو تعبث مع منافس أو آخر ممن ينافسون جويا على يديها الملاطفتين. وتدل الرسوم التخطيطية على غيرته المتصاعدة، وتبدو فيها أيضاً امرأة أخرى- تخرج عارية من الحمام، أو ترقد على الفراش نصف كاسية أو تضع الرباط على ساق بديعة التكوين، ولعل جويا انغمس كالدوقة في انحرافات الحب. ومع ذلك فالراجح أنه في سانلوكار رسم أعظم ما يفخر به من صورها (١٠٧) - في زي "ماخا" وقحة ترتدي ثوباً أسود في صفرة، بحزام من القرمز والذهب حول خصرها النحيل، وطرحة سوداء فوق رأسها، وفي يمناها (وهي في حد ذاتها من آيات التصوير) خاتمان يحمل أحدهما اسم "ألبا" والآخر "جويا"، وتشير سبابتها إلى اسمه، وتاريخ ١٧٩٧، مكتوبين على التربة الرملية تحت قدميها. وكان يرفض دائماً بيع هذه اللوحة.
وكانت مغامرة غرامه المزدهر قد صورت حين رجع جويا إلى مدريد. وتتهمها بعض رسومه "الكابريكو"(١٧٩٧) بالاستسلام الفاجر لأشتات من ذكور يفتقرون إلى اللياقة. وقد اتهمها جودوي بإغواء وزير الحربية وكتب إلى الملكة يقول أن ألبا وكل أنصارها ينبغي أن يدفنوا في حفرة كبيرة (١٠٨) ". وحين ماتت الدوقة (٢٣ يوليو ١٨٠٣) وهي بعد في الأربعين، أرجفت مدريد أنها سممت، وعطف الناس عليها لأنها خلفت قدراً كبيراً من ثروتها الضخمة لخدمتها. كذلك أوصت براتب سنوي يبلغ ٣. ٦٠٠ ريال لخافير بن جويا. وأمر الملك بالتحقيق في موتها- وعين جودوي رئيساً للمحققين- وزج بالطبيب وبعض أتباع الدوقة في السجن، وألغيت وصيتها، وحرم خدمها من أنصبتهم التي أوصت لهم بها، وسرعان ما تزينت الملكة بأجمل جواهر ألبا (١٠٩).
جـ - قمة المجد
كان جويا قد استقال عام ١٧٩٧ من منصبه مديراً للتصوير في الأكاديمية، فقد أعجزته كثرة شواغله الآن عن التدريس. وفي ١٩٧٨