باريس، واقتناها اللوفر ١٨٦٥، وإليها يرجع بعض الفضل في بعث شهرة جويا في فرنسا. وأروع ما رسم من صور الأطفال صورة دون مانويل أوزوريو دي زونيجا، المحفوظة بمتحف المتروبوليتان للفن بنيويورك، هنا أدرك جويا فيلاسكيز. وقد ضارع فيلاسكيز ثانية في كوكبة النساء اللاتي صورهن، وانتظمت صوره لهن أشتاتاً، فيها النحيلات مثل "الطفلة الملكية يوزيفا"، وفيهن المرأة الساحرة الخلابة مثل السنيورا جارثيا (١١٣)، والممثلة المتكهلة "لاتيرانا (١١٤) "_جمال مصور ولكنه يخلي مكانه للشخصية.
أما أكثر نساء جويا سفوراً فهي "الماخا" الوقحة التي رقدت حوالي (١٧٩٨) خالية من كل زينة ليرسم لها "الماخا العارية" ثم كاسية في إغراء ليرسم لها "الماخا في ثيابها" وهاتان اللوحتان الصنوان تجتذبان من رواد البرادو عدداً غفيراً كالذي تجتذبه الموناليزا من رواد اللوفر. والماخا العارية ولوحة فيلاسكويز "فينوس في المرآة" هما الصورتان العاريتان الوحيدتان في التصوير الأسباني، لأن رسم العرايا في الفن الأسباني كان عقابه السجن سنة ومصادرة المنقولات والنفي. وقد غامر به فيلاسكويز في حماية فليب الرابع، وجويا في حماية جودوي الذي وافق جويا على تفضيل الثديين الكبيرين والخصر النحيل والشفاه الممتلئة. "وماخا" جويا لم تكن صورة لدوقة ألبا رغم ما تواتر عنها، كذلك لم تكن الكاسية التي رسمها جويا لتحل محل العارية حين جاء الدوق الغاضب (كما تروي الأسطورة) وفي عينيه نذير المبارزة. ولكن اللوحتين اشترتهما الدوقة أو أعطيتا لها، وانتقلتا بعد وافتها إلى مجموعة جودوي.
وبينما كان جويا يمد أسرته بالمال الذي يكسبه من تصوير الأشخاص، راح يتسلى (١٧٩٦ - ٩٧) بمحفورات وصور مائية نشرها في ١٧٩٩ على أنها "نزوات"- ثلاث وثمانون صورة لعقل أرزن فيه خشونة وغضب، وتصف في هجاء قاتم وعناوين ساخرة عادات جيله وأخلاقه ونظمه. وألمع هذه السلسلة هي رقم ٤٣: وهي تصور