وسكن هناك ديراً ولكنه كان يتناول طعامه مع رجال كتانوكي وجالياني. وزار مدناً عابقة بأريج التاريخ القديم-بوتسولي، وبايا، وميزينوم، وكاوماي-ووقف مدهوشاً أمام هياكل بايستوم المهيبة. وفي مايو ١٧٥٨ قفل إلى روما محملاً بذخائر العلم بالآثار. في ذلك الشهر استدعى إلى فلورنسة ليصنف ويوصف المجموعة الضخمة من الجواهر، والمحفورات، والخرائط، والمخطوطات التي خلفها البارون فليب فون ستوش. وشغلته المهمة قرابة عام وكادت تهدم صحته. ومات أركنتو أثناء ذلك، واجتاح فردريك الأكبر أرض سكسونيا، وفقد فنكلمان مسكنه في الكانسليريا ومعاشه من الملك الناخب التعس. وخف ألباني لنجدته إذ قدم له أربع حجرات وعشرة أسكوزات في الشهر لقاء العناية بمكتبته. وكان الكاردينال نفسه اثرياً متحمساً، وفي كل أحد كان يركب مع فنكلمان لتصيد التحف القديمة.
وأضاف فمكلمان جديداً إلى سمعته بإصداره كتيبات عميقة في هذه الموضوعات المفردة "في جمال الأعمال الفنية، ملاحظات على عمارة القدماء، وصف لتمثال هرقول النصفي في البلفدير، دراسة الآثار الفنية". وفي ١٧٦٠ حاول ترتيب رحلة إلى اليونان مع الليدي أورفورد، زوجة أخي هوراس ولبول؛ ولكن الخطة أخفقت. كتب يقول "ما من شيء في الدنيا تقت إليه بحرارة كهذه الرحلة. وما كنت لأضن بإصبع من أصابعي تقطع، لا بل وددت أن أجعل من نفسي كاهناً لسيبيل (إلاهة الطبيعة) لو استطعت أن أشهد هذا البلد في فرصة كهذه"(٥٠) أما كهنة سيبيل فكان الشرط فيهم أن يكونوا خصياناً، ولكن هذا لم يمنع فنكلمان من التنديد بأمر قديم للحكومة الرومانية يشترط تغطية الأعضاء الداخلية لابوللو واللاردكون وغيرهما من التماثيل في البلفدير بمآزر المعدن، وقد أعلن "إنه لم يشرع في روما طوال عهدها مثل هذه السنة الغبية".
وكان للإحساس بالجمال من السلطان عليه ما ألغى تقريباً كل وعي فيه بالجنس. فإذا شعر بتفصيل جمالي فإن تفضيله يؤثر جمال جسم الذكر المكتمل