الرجولة عن حلاوة المرأة الهشة العابرة. ويبدو أن تمثال هرقل النصفي (التورسو) قد أثر فيه أكثر مما أثرت خطوط جسد فينوس الناعمة الملفوفة. وقال كلمة طيبة في الخناثي-على الأقل في التمثال الذي شهده في فيللابورجيزي (٦٠). وقال مؤكد "لم أكن في حياتي عدوا للجنس الآخر، ولكن أسلوب حياتي أبعدني عن كل اتصال به. ولعلي كنت أتزوج، وأكبر ظني أنه كان واجباً على أن أفعل، لو أنني عدت إلى زيارة وطني الأول، أما الآن فإن هذا لا يكاد يخطر لي ببال"(٦١). وفي زيهاوزن كانت صداقته لتلميذه لامبريشت تقوم مقام التعلق بالمرأة، وفي روما عاش مع رجال الكنيسة، وندر أن التقى بالشباب مع النساء. وذكروا "إنه كان يتناول العشاء في السبوت فترة طويلة مع فتى من روما، نحيل وسيم الطلعة، فارع القامة، يتحدث معه عن الحب"(٦٢). وقد "رسمت بناء على طلبه صورة لمغن جميل من الخصيان"(٦٣) ثم إنه أهدى للشريف الفتى البارون فريدرش راينهولد فون برج "رسالة في القدرة على الإحساس بالجمال"، "وقد وجد القراء فيها وفي خطاباته لبرج لغة الحب لا لغة الصداقة، وهي في الواقع كذلك"(٦٤).
وفي ١٧٦٢ و١٧٦٤ عاد إلى زيارة نابلي. وقد قدم للدارسين الأوربيين قي "خطاب عن آثار هوكولانيوم"(١٧٦٢) و"تقرير عن أحدث كشوف هوكولانيوم"(١٧٦٤) أول معلومات منظمة وعلمية عن الكنوز التي تم الحفر عنها في تلك المدينة وفي بومبي. وكان الآن معترفاً به أعظم حجة في الفن الكلاسيكي القديم. وفي ١٧٦٣ عين بالفاتيكان في وظيفة "أثرى الحجرة الرسولية" وأخيراً، في ١٧٦٤، نشر المجلدات الضخمة التي كان يؤلفها ويحيلها بالصور طوال سنوات سبع Geschichte der Kunst des Alterthums " تاريخ الفن القديم". وقد أحتوى الكتاب على أخطاء كثيرة رغم ما أنفق في إعداده من وقت وجهد، واثنان من هذه الأخطاء كانا خدعتين قاسيتين. ذلك أن صديقه منجز كان قد درس رسمين هما وليدا خيال منجز وزعم