قبل حرب البلوبونيز، هذان أفضيا إلى مركب من العظمة والجمال، وأنتجا "الطراز الفخم" في فيدياس مكانه لبراكستليس، وبدأ الاضمحلال. وكانت حرية الفن جزءاً من الحرية اليونانية، وتحرر الفنانون من القواعد الصارمة وجزءوا على خلق أجساد مثالية لا توجد في الطبعة. فلم يقلدوا الطبيعة إلا في التفاصيل، وكان العمل الفني كله مجموعة كمالات لا توجد في أي شيء طبيعي إلا جزئياً. لقد كان فنكلمان رومانتيكياً يبشر بالشكل الكلاسيكي.
ولقي كتابه القبول في أوربا بأسرها باعتباره حدثاً في تاريخ الأدب والفن. وأرسل إليه فردريك الأكبر دعوة (١٧٦٥) للحضور إلى برلين مشرفاً على المكتبة الملكية وإدارة الآثار. ووافق فنكلمان نظير ألفي طالر في العام، وعرض فردريك ألفاً فقط، وأصر فنكلمان على موقفه، وذكر فردريك بقصة المغني الخصي الذي طالبه بمبلغ ضخم نظير أغانيه، فشكا فردريك من أنه يطلب أكثر مما يكلفه خير قواده، فكان رد المغني "إذن فليكلف قائده بالغناء".
وفي ١٧٦٥ عاد فنكلمان لزيارة نابلي، هذه المرة في صحبة جون ولكز الذي كان قد جعل أوربا تدوي بتحديه للبرلمان ولجور الثالث. وبعد أن جمع المزيد من المعلومات عاد إلى روما وأكمل كتابه الهام الثاني "آثار قديمة غير منشورة"(١٧٦٧). وكان أصدقاؤه من الأحبار قد شكوا من كتابته "تاريخه" بالألمانية التي لم تكن إلى ذلك الحين أداة كبرى من أدوات الدرس فأبهجهم الآن استعماله الإيطالية، وانتشى المؤلف السعيد، الجالس بين كردينالين، بقراءة جزء من كتابه في كاستل جاندولفو على كلمنت الثالث عشر وجمع غفير من الأعيان. على أنه أتهم بحيازته كتباً مهرطقة وإبدائه ملاحظات (٦٨)، ولم يحصل من البابوية قط على المنصب الذي شعر بأنه جدير به.