للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كاترين الكبرى إلا مجرمة متوجة، ورفض أن يقدم لها. ولم يسغ بروسية فردريك خيراً من إساغته روسيا، فهرول إلى هولندا التي أنتجت نهج الجمهورية في بسالة، وإلى إنجلترا التي كانت تحاول أن تعلم جوج الثالث أن يخلي بينه وبين شؤون الحكم. وقد أغوى زوجة رجل إنجليزي، وبارز، وجرح. ثم أصيب بعدوى الزهري في أسبانيا (٩٣)، وعاد إلى تورين للعلاج (١٧٧٢).

وفي ١٧٧٤ تماثل للشفاء بالقدر الذي أتاح له الدخول في ثاني مغامراته الغرامية الكبرى، مع امرأة تكبره بتسع سنين. وتشاجرا ثم افترقا. وأزاحها من أحلامه بكتابة تمثيلية سماها "كليوبطرة"، وأي شيء أكثر إثارة من عضوية في حكومة ثلاثية، وملكة، ومعركة، وصل؟ وأخرجت التمثيلية بتورين في ١٦ يونيو ١٧٧٥ "وسط تصفيق الاستحسان ليلتين متعاقبتين"، ثم سحبه لإجراء تعديلات فيها. وأخذ الآن يتحرق شوقاً إلى الشهرة غاية في النبل والسمو. وأعاد الآن قراءة بلوتارخ وعيون الأدب اللاتيني، ودرس اللاتينية من جديد ليغوص في مآسي سنيكا، وفي هذه القراءات وجد موضوعات وأشكالاً لدراماته. وعزم على استعادة الأبطال والفضائل القديمة كما استعاد فنكلمان الفن القديم.

وفي غضون هذا (١٧٧٧) كان يكتب رسالته "في الطغاة". ولكنها احتوت من التهم الحادة للدولة والكنيسة ما جعله ينكص عن نشرها، فلم ترَ النور إلا في ١٧٨٧. فقد كانت ملتهبة بغيرة أشبه بالغيرة الدينية:

"ليس الفقر الطاحن … ولا عطل الأرقاء الذي تتردى فيه إيطاليا، كلا، فما هذه هي الدوافع التي وجهت عقلي إلى الشرف الرفيع الحق، شرف تجريد قلمي للهجوم على الإمبراطوريات الزائفة. ذلك أن إلهاً ضارباً إلهاً مجهولاً، ظل يسوط ظهري منذ نعومة أظافري … إن روحي الحرة لن تجد سلاماً أو راحة حتى أكتب صفحات قاسية لهدم الطغاة" (٩٤).