استكثاراً من النساء. ولم تقتد أرستقراطية فيينا بها. فقد فر الكونت أركو إلى سويسرا مع خليلته، وهربت الكونتسية أسترهاتسي إلى فرنسا مع الكون فون در شولنبورج، وكان الأمير فون كاونتي يصحب خليلته في تلك الفترة في مركبته، فلما عاتبته الإمبراطورة قال لها "سيدتي، لقد أتيت لأتحدث عن شؤونكِ لا عن شؤوني (١١) " ونظرت ماريا تريزا باشمئزاز إلى هذا التحلل، وأصدرت مراسم قاسي لفرض الوصية السادسة على الشعب. وأمرت بتطويل تنانير النساء في أسفلها وقمصانهن في أعلاها (١٢). ونظمت جيشاً من ضباط العفة خولت لهم القبض على أي امرأة يشتبه في احترافها البغاء. وشكا كازانوفا من أن "تعصب الإمبراطورة وضيق عقلها جعل الحياة شاقة على الأجانب بوجه خاص (١٣) ".
ويرجع الفضل في كثير من نجاحها إلى وزرائها الأكفاء. فقد قبلت إرشادهم وكسبت إخلاصهم. وظل المير فون كاونتز منوطاً بالشؤون الخارجية رغم فشل سياسته "قلب الأحلاف"، وقد أخلص في خدمة الإمبراطورية أربعين عاماً. وغير لودفج هاوجفتز من الإدارة الداخلية، وأعاد رودلف شوتك تنظيم الاقتصاد. هؤلاء الرجال الثلاثة أدوا للنمسا ما أداه ريشليو وكولبير من قبل لفرنسا، والواقع أنهم خلقوا دولة جديدة، أقوى بما لا يقاس من المملكة المختلة النظام التي ورثتها ماريا تريزا.
بدأ هاوجفتز بإعادة بناء الجيش الإمبراطوري. وكان يعتقد أن هذا الجيش انهار أما الانضباط البروسي لأنه كان مؤلفاً من وحدات مستقلة يجمعها ويقودها نبلاء شبه مستقلين، واقترح وأنشأ جيشاً ثابتاً قوامه ١٠٨. ٠٠٠ محارب يخضعون لتدريب موحد وإشراف مركزي. ولكي يمول هذا الجيش أوصى بفرض الضرائب على النبلاء والكهنة كما تفرض على العامة، واحتج النبلاء والكهنة، وتصدت لهم الإمبراطورة بشجاعة وفرضت عليهم ضريبة ملكية وضريبة دخل. وامتدح فردريك عدوته إدارية كفئاً، "لقد نظمت ماليتها تنظيماً لم يبلغه أسلافها قط، ولم تقتصر على تعويض