للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما فقدته بالنزول عن أقاليم لملكي بروسيا وسردينيا بالإدارة الحسنة بل أنها زادت من دخلها زيادة كبيرة (١٤) ". وواصل هاوجفتز جهوده لتنسيق القانون، وتحرير القضاء من تسلط النبلاء، ولإخضاع أمراء النبلاء لإشراف الحكومة المركزية. وأذيع في ١٧٦٨ قوانين موحدة.

وكان شوتك يجاهد أثناء ذلك ليبث النشاط في الاقتصاد الخامل. فالصناعة كانت تعرقل مسيرتها الاحتكارات التي حابت النبلاء، ولوائح النقابات الحرفية التي ظلت سارية حتى ١٧٧٤، على أن لنتز كلن بها رغم هذا مصانع للصوف تضم ٢٦. ٠٠٠ عامل، وتفوقت فيينا في صناعة الزجاج والخزف الصيني، وتصدرت بوهيميا سائر أقطار الإمبراطورية في عمليات التعدين. وكان في النمسا والمجر مناجم منتجة، ففي غاليسيا رواسب ملحية كبيرة، وكانت المجر تستخرج من الذهب كل عام ما قيمته سبعة ملايين جولدن. وحمى شوتك هذه الصناعات بالرسوم الجمرجية، لأنه كان لزاماً أن يتحقق للنمسا، المشتبكة في حروب متكررة، اكتفاء ذاتي في السلع الضرورية، فالتجارة الحرة كالديمقراطية ترف لا يتأتى إلا في الأمن والسلام.

ومع ذلك ظلت الإمبراطورية زراعية إقطاعية. ذل أن الإمبراطورية شأنها في ذلك شأن فردريك، لم تجرؤ وهي تواجه الحرب على المجازفة بالتفسخ الاجتماعي الذي قد يحدث نتيجة لمهاجمة الإشراف الراسخين في امتيازاتهم. وقد ضربت المثل الطيب بإلغاء القنية في أراضيها، وفرضت على أعيان المجر المتغطرسين مرسوماً يخول للفلاح أن يتنقل ويتزوج ويربي أبناءه كما يشاء، وأن يستأنف أحكام سيده الإقطاعي أمام محكمة المقاطعة (١٥). على أن طبقة الفلاحين في المجر وبوهيميا كانت رغم هذه المسكنات في فقر قريب من فقر فلاحي روسيا. وكانت الطبقة الدنيا في فيينا تعيش في فقر تقليدي، بين القصور الباذخة والأوبرات المتقنة والكنائس الضخمة توزع الأمل على البشر.