للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت فيينا بادئة في منافسة باريس وضواحيها في الأبهة الملكية. فكان قصر شونبرن (الربيع الجميل) الواقع خارج المدينة مباشرة يحوي ٤٩٥ فداناً من الحدائق، مخططة (١٧٥٣ - ٧٥) على غرار فرساي، بسياجات شامخة مستقيمة، ومغارات غريبة وبرك متناسقة، وتماثيل بديعة من نحت دونر وبيير ومعرض وحوش وحديقة نباتات، وعلى رابية في خلفية "جلورييت" بناها في ١٧٧٥ يوهان فون هوهنبرج-مبنى مقنطر معمد في طراز رومانيسكي خالص. أما قصر شونبرون ذاته، وهو مجمع ضخم من ١٤٤١ حجرة، فقد صممه يوهان برنهارت فشر فون أرلخ في ١٩٦٥، ولكنه ترك ناقصاً في ١٧٠٥. فكلفت ماريا تريزا نيكولوبا كاسي بتصميمه من جديد، واسئؤنف العمل فيه عام ١٧٤٤ وأكمل عام وفاة الإمبراطورة (١٧٨٠). وكان في داخله قاعة كبرى طولها ١٤١ قدماً لها سقف روكوكي الطراز رسمه جريجوريو جولييلمي (١٧٦١). وكان قصر شونبرون مقراً للبلاط من الربيع إلى الخريف.

وبلغ عدد أفراد الحاشية الآن ٢٤٠٠. واقتضت رعاية الخيل والمركبات استخدم مائتين وخمسين سائساً وخادماً. وبلغت جملة نفقة صيانة القصر وملحقاته ٤. ٣٠٠. ٠٠٠ وجولدن غب العام (١٦). أما الملكة ذاتها فقد مارست القصد في النفقة واعتذرت عن بهاء قصرها بضرورته لمراسم الحكم الملكي. وعوضت عن ذبح حاشيتها بسخائها في أعمال البر. ذكرت مدام دستال في معرض حديثها عن النمسا بعد جيل "إن عناصر البر هناك تنظم بكثير من الترتيب والسخاء، فالإحسان الخاص والعام يصرف بروح سامية من وكل شيء في هذا العدل … وكل شيء في هذا البلد يحمل طابع حكومة أبوية حكيمة متدينة (١٧) ".

ولم يكد يوجد أثر للتسول رغم فقر الشعب، وكانت الجرائم قليلة نسبيا. (١٨) ووجد أفراد الشعب مسراتهم البسيطة في التزاور، واللقاء والاختلاط في الميادين، والابتراد في البساتين الوارفة الظلال والتمشي في