تتدهور سريعاً وبأن الضعف الذي ارتعت منه طوال حياتي-وهو التردد في اتخاذ القرارات-يرافقه الآن، تثبيط الهمة والافتقار إلى الخدام الأوفياء فالجفوة منك ومن كاونتز وموت مستشاري المخلصين، والمروق عن الدين، وتدهور الأخلاق، والرطانة التي تجري على كل لسان، والتي لا أفهمها-كل هذا يكفي لسحقي. أنني أقدم لك كامل ثقتي، وأسألك أن تنبهني لأي خطأ ارتكبه .. أعن أما … تعيش في وحدة، وسيقضي عليها أن ترى كل جهودها وأحزانها ذهبت أدراج الرياح. قل لي ما تريد أفعله لك (٤٩)".
وتصالح معها، ووافقت المرأة التي حاربت يوماً فردريك وأوقفت تقدمه، مؤقتاً على أن تتعاون مع تلميذ فردريك المعجب به. واستخدما معاً ثروة اليسوعيين المصادرة في الإصلاح التعليمي. وفي ١٧٧٤ أصدرا "نظاماً عاماً للتعليم" أحدث تنظيماً جديداً أساسياً للمدارس الابتدائية والثانوية. فوفرت مدارس متدرجة للتعليم الإلزامي لجميع الأطفال، وسمحت بدخول البروتستنت واليهود طلاباً ومعلمين، وقدمت لتلاميذها التعليم الديني في كل دين، ولكنها وضعت الأشراف في أيدي موظفين حكوميين. وسرعان ما أصبحت مدارس الشعب Voikschulen هذه تعد خير المدارس في أوربا. وأنشئت مدارس لتدريب المعلمين، وتخصصت المدارس العليا Hauptschulen في العلوم والتكنولوجيا، وعلمت المدارس الثانوية Gymnasien اللاتينية والعلوم الإنسانية، وخصصت جامعة فيينا إلى حد كبير للقانون والعلوم السياسية والإدارة، وأدت وظيفة دار الحضانة لموظفي الدولة. واستبدل بإشراف الكنيسة على التعليم إشراف من الدولة لا يقل عنه صرامة ودقة.
واستمر التعاون بين الأم وولدها فألغى التعذيب (١٧٧٦). ولكن الاتفاق بينهما حطمته أحداث السنة التالية. ذلك أن يوزف كان بنوي منذ زمن زيارة باريس-لا ليرى "الفلاسفة" وسيدفئ في الصالونات، بل ليدرس موارد فرنسا جيشها وحكومتها، وليرى ماري أنطوانيت،