ولكنهم تذمروا من إنقاصه أيام العطلات المقدسة. ثم رفع من مقام التجار ورجال الصناعة والمصارف وخلع عليهم ألقاب الشرف وأسباب التكريم القومي. وألغى المكوس الداخلية أو خففها، ولكنه أبقى على الرسوم الحماية الجمركية المرتفعة على الواردات. ورفع رجال الصناعة الوطنيون الأسعار بعد أن حصلوا على التحصن من المنافسة الأجنبية وانتخبوا السلع الرديئة (٦٠). وساء بروسيا وسكسونيا وتركيا فرض هذه التعريفات فأوصدت أبوابها في وجه حاصلات الإمبراطورية. وفقد الألب والاودر والدانوب بعض تجارتها. وحاول يوزف أن يزيد حركة التجارة البرية مع ثغور الأدرياتيكي بشق طريق جديد هو طريق يوزفينا الذي اخترق جبال الألب الكرنيوليه، وأسس شركة هند شرقية وراوده الأمل في تطوير التجارة مع الشرق وأفريقيا وأمريكا بطريق ثغري فيومي وتريسته الحرين. وفي ١٧٨٤ أبرم معاهدة تجارية مع تركيا، ولكن بعد ثلاث سنوات أغلقت حربه مع تركيا منافذ الدانوب إلى البحر الأسود وأفلس تجار الدانوب الواحد تلو الآخر.
وتشجيعاً لتداول رأس المال ألغى من القوانين التحريم القديم للفائدة، وأحل القروض بفائدة ٥% ورقى مصرفياً يهودياً إلى رتبة البارونية. وقدم القروض الحكومية والاحتكارات الموقوتة إلى المشروعات الجديدة. واقتبس فكرة الفزيوقراطيين في فرض ضريبة واحدة تقع على الأرض فقط، وتتفاوت حسب الموقع والخصوبة، ويؤديها ملاك الأرض كبارهم وصغارهم واقتضى المشروع مسح جميع أراضي الإمبراطورية، فتم هذا بنفقة بلغت ١٢٠. ٠٠٠. ٠٠٠ جولدن دفعها الملاك. وقضى القانون الجديد بأن يحتفظ الفلاح بسبعين في المائة من محصوله أو دخله، ويعطي للدولة اثني عشر في المائة، ويقسم الباقي بين الفروض الإقطاعية والعشور الكنسية، وكان قبل ذلك يدفع للدولة أربعاً وثلاثين في المائة وللملك تسعاً وعشرين في المائة، وللكنسية عشرة في المائة، ولا يحتفظ لنفسه إلا بسبعة وعشرين في المائة (٦١). واحتج النبلاء بأن هذا التقسيم الجديد سيجلب عليهم الخراب، وفي المجر قاموا بثورة.