كاترين تلومها بعض الشائعات التافهة حول زوجها، ولكن هذه أمور عائلية لا شأن لي بها" (٣٢). وناشد أصحابه أن يؤيدوه في الدفاع عن كاترين، فكتب إلى دارجنتال يقول:
"هناك صنيع آخر أرجو أن تسديه إلى، وهو يخص كاترين. يجب أن ندعم سمعتها في باريس بين أفاضل القوم ووجهاؤهم … وعندي أسباب قوية للاعتقاد بأن الدوقين براسلان وشوازيل لا يعتبر أنها أكثر نساء العالم نقاء ضمير، ومع ذلك فأنا عليم … بأنه لم يكن لها يد في موت زوجها السكير .. ثم أنه كان أكبر أحمق تربع على عرش … ونحن مدينون بالفضل لكاترين لأنها أوتيت الشجاعة لخلع زوجها، وهي تسوس ملكة بحكمة واعتزاز، وينبغي أن نبارك رأساً متوجاً ينشر التسامح الديني في أرجاء ١٣٥ درجة طولية … إذن أرجوك أن تذكر كاترين بخير كثير (٣٣).
أما مدام دو دوفان فقد رأت أن تبرئة الإمبراطورة هذه مخزية جداً، كذلك أدانتها مدام دشوازيل وهوراس ولبول (٣٤). وما كان يتوقع في براسلان وشوازيل اللذين يوجهان علاقات فرنسا الخارجية أن يعجبا بإمبراطورة تعارض النفوذ الفرنسي في بولندة وتتحداه في تركيا. وكانت الشكوك تساور فولتير ذاته بين حين وحين. فلما سمع بمصرع إيفان السادس، سلم في حزن بـ "أن علينا أن نخفف قليلاً من غلوائنا في التحمس" لكاترين (٣٥). ولكنه ما لبث أن أطرى برنامجها التشريعي، ورعايتها للفنون، وحملتها لنسر الحرية الدينية في بولندة، وخلع عليها الآن (١٨ مايو ١٧٦٧) لقب "سميراميس الشمال". وحين خاضت الحرب ضد تركيا قطع هجومه على الكنيسة الكاثوليكية I'imfame ليمتدح حملتها الصليبية لإنقاذ المسيحيين من المسلمين.
أما ديدرو فقد استهواه بالمثل ذلك الجمال المتربع على العرش، وكان له في ذلك مبررات قوية. ذلك أن كاترين سمعت أنه ينوي بيع مكتبته ليجمع مهراً لابنته، فأصدرت تعليماتها لوكيلها الباريسي بأن يشتريها بأي ثمن يطلبه ديدرو، فطلب ستة عشر ألف جنيه وقبضها. ثم رجت ديدرو أن يحتفظ