ويرغب في كبح سلطة الملك بالإبقاء على قوة الأرستقراطية، والحزب الآخر الذي يتزعمه آل تشارتوريسكي يطلب الإصلاح أولاً، وحجته أن بولندة بفوضاها الراهنة أضعف من أن تنضو عنها الحماية الروسية. وكان آل تشارتوريسكي مترددين في تأييد يونياتوفسكي، فقد أحزنهم سرفه وكثرة خليلاته. وقد خصص له الديت ٢. ٢٠٠. ٠٠٠ طالر في العام، وفي ١٧٨٦ زادها إلى ٦. ١٤٣. ٠٠٠ جولدن-وهو ما يوازي ثلث إيراد الحكومة. ولكنه تجاوز مخصصاته، لأنه كان قد اقترض من المصارف في وطنه وفي خارجه. ودفعت الدولة ديونه مرتين، ومع ذلك ففي عام ١٧٩٠ كان لا يزال مديناً بمبلغ ١١. ٥٠٠. ٠٠٠ جولدن (٢٣). وكان مثل كاترين يتطلع إلى تخليد ذكرى ملكه بتشييد صروح الباذخة، ووزع نفسه وحاشيته على قصرين غاليين، وأقام حفلات الترفيه الكثيرة التكلفة، وأغدق العطايا على الفنانين والكتاب والنساء.
وكانت جاذبيته غالية التكلفة. فلقد كان عند توليه العرش في الثانية والثلاثين من عمره، وسيماً مثقفاً كريماً غير متزوج، فجمع من حوله رهطاً من الحسان يتلهفن على يده وعلى كيس نقوده. وسر العديدات ممن أخفقن في الزواج منه أن يشاركنه فراشه، وشاركت بعض الممثلات الباريسيات في الترفيه عن الملك. واحتج التشارتوريسكيون، فاعترف بخطاياه وتمادى فيها. وأخيراً قادته خليلته تدعى باني جرابوفسكا إلى المذبح في زواج سري. وبعدها خضعت حياته الجنسية للرقابة الشديدة، واستطاع أن يبذل اهتماماً أكثر بشئون الحكم والأدب والفنون.
وقد اهتم اهتماماً شخصياً بأعمال وحياة فناني جيله ومؤلفيه. وحذا حذو كاترين فجمع الصور والتماثيل والكتب، وبنى قاعة للفن ومكتبة، وأبرز في المكتبة تمثالاً لفولتير. ووجد عملاً للفنانين الوطنيين، واستقدم غيرهم من فرنسا وإيطاليا وألمانيا. ولم يستطع بيرانيزي وكانوفا الحضور، ولكنهما نفذا أعمالاً له في إيطاليا. وقد حول نصف القصر الملكي إلى مدرسة للفن،