وعليه ففي يناير ١٧٧١ اقترح الأمير هنري، أخو فردريك، الخطة على الدبلوماسيين الروس في سانت بطرسبرج، واعترض بنن بأن روسيا قد ضمنت وحدة بولندة الإقليمية، فذكروه بأن هذا الضمان كان رهناً بالتزام بولندة بدستورها الجديد وتحالفها مع روسيا، وأن هذا الالتزام انقطع بانضمام العدد الكبير من النواب لاتحاد بار المتمرد. ومع هذا لم ترض كاترين عن الخطة. فأي شيء يدعوها لإعطاء فردريك جزءاً من بولندة بينما قد تأخذ هي الكل بعد قليل؛ ولم تدعم قوة بروسيا بمزيد من الأرض، والموارد، والثغور البلطية، ومزيد من الجند الفارعين، ولكنها لم ترد خوض حرب مع فردريك، فقد كان لديه ١٨٠. ٠٠٠ رجل تحت السلاح؛ وآثرت على ذلك أن تجعله يمنع يوزف من الاتحاد مع تركيا ضد روسيا، فهدفها الحاضر ليس بولندة بل البحر الأسود. وعليه ففي ٨ يناير ١٧٧١، أشارت لهنري عرضاً في حلة إلى موافقتها مبدئياً على خطة فردريك.
وانقضى عام قبل أن تتمكن المفاوضة من الفصل في تقسيم الغنيمة. فقد أراد فردريك أن يأخذ دانتزج، فاعترضت كاترين؛ وكذلك بريطانيا التي كانت تجارتها مع البلطيق ترسو على ذلك الثغر. وفي غضون هذا عبأت النمسا قواتها، وتحالفت سراً مع تركيا. وفي ١٧ فبراير ١٧٧٢ وقع فردريك وكاترين "اتفاقاً" على تقسيم بولندة. وألانت كاترين جانب يوزف بتخليها عن جميع مطالب روسيا في فلاشيا وملدافيا؛ ثم إن رداءة محصول ١٧٧١ جعل من المستحيل عليه إطعام جيشه. وكانت ماريا تريزا من جهة أخرى تتوسل إلى ولدها بكل دموعها لتمنعه من الاشتراك في اغتصاب بولندة، غير أن فردريك وكاترين أكرهاه على الموافقة بشروعهما في الاستيلاء الفعلي على الأقاليم التي خصا نفسيهما بها. وفي ٥ أغسطس ١٧٧٢ أضاف يوزف توقيعه على ميثاق التقسيم.
أما المعاهدة فبعد الديباجة التي ابتهلت إلى الثالوث المبارك، وافقت على أن تحتفظ بولندة بثلثي أرضها وثلث سكانها. واستولت النمسا على بولندة الجنوبية بين فولينيا والكربات، مع غاليسيا وبودوليا الغربية-٢٧. ٠٠٠