عن الدوقية … وكان شاعراً ومسرحياً موهوباً. وتمثيليته المسماة "الجند" نقدت نقداً لاذعاً الفوارق الطبقية والحياة البرجوازية، وشخصيتها المحورية فتاة من الطبقة الوسطى تتطلع عبثاً إلى الزواج من ضابط. ثم تنقلب مومسا وتتحرش بأبيها الذي لم تتعرف عليه في الشوارع. وإذ كان لنتس مفتقراً إلى الثبات والاستقرار افتقاراً أعجزه عن العثور على مكان مرموق في الحياة، فقد راح يهيم متنقلاً من وظيفة إلى وظيفة ومن إخفاق إلى إخفاق، ويعاني نوبات من الجنون، ويحاول الانتحار غير مرة، وأخيراً مات مجنوناً (١٧٩٢).
أما مكسمليان فون كلنجر فكان أذكى دعاة الحركة. ندد بالدنيا وارتقى فيها إلى مكان مرموق، وأطلق لقلمه العنان في الحديث العنيف في تمثيلياته، ثم أصبح أميناً لجامعة دوربات، واستمتع بكل آثام الشباب وحماقاته وعمر حتى التاسعة والسبعين. وعنه كتب جوته بيته الذي نم عن حسن إدراك وفطنة:"في الصبايا نحب ما هن عليه، أما في الفتيان فنحب ما يرجى أن يكونوه". وقد أعطت أشهر تمثيلية كتبها كلنجر وهو في الرابعة والعشرين (١٧٧٦)"شتورم أوند درانج" اسمها ومزاجها للزوبعية. وترى فيها المتمردين الأوربيين يتغربون في أمريكا أملاً في أن يجدوا منافذ حرة لنزعاتهم الفردية؛ أما لغتها فلغة العاطفة المشبوبة وقد محت؛ وأما دعوتها فدعوة العبقرية التي تحررت من كل القواعد. وقد حارب كلنجر في الجيشين النمساوي والروسي، وتزوج ابنة غير شرعية لكاترين الكبرى، وهبطت ثورته أخيراً حين تولى منصب الأستاذية، ثم تجمد عموداً من أعمدة الدولة.
وأما فلهلم هاينزي فقد توج الحركة برواية "أرد نجهللو"(١٧٨٧) التي جمعت بين الفوضوية، والعدمية، والشيوعية، والفاشية، واللامبالاة، بالأخلاق، وإرادة القوة، في مهرجان صاخب من الشهوانية والجريمة، بقول البطل بأن الجريمة ليست بجريمة إن كانت شجاعة؛ وما من جريمة حقيقة غير الصعف، وأصدق الفضائل شجاعة الجسم والإرادة؛ والحياة