للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو أعطني التفاحة التي قضمتها،

أو الكأس التي شربت منها،

وكشفت عن ثديها المكنون

حين تنشد ذلك قبلتي (٢١).

أكانت هذه مجرد من؟ لا فيما يبدو. ذلك أنه كان قد وجد في ليبزج رأساً جميلاً- رأس آنيت شونكويف- راغباً في أن يلج على الأقل الدهليز إلى الحب. وكانت ابنة تاجر خمور يقدم وجبة الظهر للطلاب. وكان جوته يتناول طعامه هناك مراراً فاشتهاها. واستجابت لحرارة عاطفته بتحفظ حكيم، وسمحت لرجال آخرين بأن يتقربوا منها، فبدأ يغار، وأخذ يتجسس عليها؛ وتشاجرا ثم تصالحا، ثم تشاجرا وافترقا. ولقد ذكر نفسه حتى في هذه النشوات أنه حفيد عمدة، وأن باطنه قريناً- هو حافز ودافع لجن نهم يطالب بالحرية في سبيل الاكتمال التام إلى مصيره المحتوم. وقبلت آنيت خطيباً غيره.

ورأى جوته في هذا هزيمة له، وحاول نسيانها بالانغماس في اللذات. "لقد فقدتها حقاً وكان للجنون الذي انتقمت به لخطئي من نفسي بالعدوان على طبيعتي الجسدية بشتى الطرق المسعورة، لألحق بعض الأذى بطبيعتي الخلقية- أقول كان له ضلع كبير جداً في إصابتي بالأمراض البدنية التي خسرت بسببها بعضاً من أفضل سني عمري". (٢٢) واستسلم للاكتئاب، وأصابه عسر هضم عصبي، وابتلى بورم مؤلم في عنقه، واستيقظ ذات ليلة على نزيف كاد يقضي عليه. وغادر ليبزج دون أن يظفر بدرجته الجامعية، وقفل إلى فرانكفورت (سبتمبر ١٧٦٨) ليواجه تأنيب الأب ومحبة الأم.

ثم تعرف أثناء فترة نقاهته الطويلة إلى سوزانة فون كلتنبرج، وكانت تقوية مورافية، لطيفة، عليلة. "كان صفاؤها وهدؤ عقلها لا يبرحانها قط، وكانت تنظر إلى مرضها نظرتها إلى عنصر ضروري في وجودها الأرضي