الأرض التي تحت أقدامهم، وكانوا يحرصون على أن يردوا عداوة هذه القوى الخفية أو يستعينوا بالأدعية وبالرقى السحرية. وكانوا يستأجرون المتنبئين ليكشفوا لهم عن مستقبلهم من سطور إلاي- جنج أو أصداف السلاحف أو حركات النجوم، ويستأجرون السحرة ليوجهوا منازلهم نحو الريح والماء والعرّافين ليستنزلوا لهم نور الشمس وماء الأمطار (٧٩). وكانوا يعرضون للموت من يولد لهم من الأطفال في أيام "النحس"(٨٠). وكانت البنات المتوقدات حماسة وغيرة يقتلن أنفسهن في بعض الأحيان ليجلبن الخير أو الشر لآبائهن (٨١). وكانت نفوس الصينيين عامة وفي الجنوب خاصة تنزع إلى التصوف وتشمئز من النزعة العقلية الجامدة التي تسود العقائد الكنفوشية وتتوق إلى عقيدة تجد فيها ما يجده غيرها من الأمم من سلوى دائمة تحيي موات النفوس.
ومن أجل هذا عمد بعض الفقهاء الشعبيين إلى عقيدة لو دزه الغامضة فصاغوها تدريجاً في دين جديد. لقد كانت الدوية في رأي الأستاذ القديم وفي رأي جوانج- دزه طريقة للحياة تهدف إلى الحصول على السلام الشخصي على ظهر الأرض؛ ويبدو أنهم لم يؤلهوا هذه الطريقة أو يتخذوها نوعاً من العبادة، كما أنهم لم ينظروا إليها على أنها ثمن يؤدونه في هذه الدار ليشتروا به الحياة في الدار الآخرة (٨٢). فلما كان القرن الثاني بعد الميلاد عدلت هذه العقائد على يد رجال ادعوا أنهم قد وصل إليهم عن طريق لو- دزه نفسه إكسير يهب صاحبه الخلود. وكان هذا الإكسير في صورة شراب شاع بين الصينيين وأسرفوا فيه إسرافاً يقال إنه أودى بحياة عدد غير قليل من الأباطرة الصينيين لكثرة إدمانهم إياه (٨٣). وأشد من هذا غرابة أن معلماً من رجال الدين في سشوان (حوالي عام ١٤٨ بعد الميلاد) كان يعرض على الناس أن يشفيهم من أمراضهم كلها بطلسم بسيط يعطيهم إياه في نظير حفنات من الأرز. وبدا لبعض الناس أنهم قد شفوا من أمراضهم بفضل هذه الأعمال السحرية، وقيل للذين لم يثمر فيهم العلاج إن