وهو يتحرك في عالمه المسحور بأن نطوف معه ونشاركه فرحه. وهو يبدو كأنه يدنو منا، إلا أنه يظل بعيداً كما كان، فإذا اتفق ووقعت عينه علينا رأي الأشباح في مكاننا (٥٣)
وقد تكون ليونورا، الأميرة الجليلة التي ترتضي حب الشاعر ولكنها تأمره بأن يكبح حماسته ويراعى اللياقة، هي شارلوته فون شتين تضبط غرام جوته المشبوب في هذا العالم الفاسق ويعلن تاسو-وهنا يتكلم الشاعران كلاهما:
كل ما يصل القلب إلى أغنيتي فيتردد صداه فيه، إنما أدين به لواحد، وواحد فقط! فلم يحم حول روحي طيف غامض، يتقدم تارة في سناء باهر، ثم يتوارى ثانية. فأنا نفسي، بعيني رأس، أنا الذي أبصرت مثال كل فضيلة وكل جمال (٥٤)
وأما الدوق ألفونسو فهو شبيه كارل أوجست في صبره على غضبات الشاعر وغرامياته وأحلام يقظته، وهو مثله يحزنه تباطؤ الشاعر في الفراغ من رائعة موعودة:
بعد كل خطوة بطيئة يدع عمله، لا يفتأ يبدل ويغير، ولا طاقة له على الانتهاء (٥٥).
وهو وصف صادق لكتابه جوته المنجمة وإبطائه وتسويفه في إنجاز "فلهم مايستر" و "فاوست". وأميرة أخرى تمتدح ألفونسو كارل أوجست على إتاحته الفرصة لتاسو-جوته لينضج بممارسته لشئون الدنيا وهنا تعلو أبيات مشهورة:
"إن الموهبة تكون نفسها في سكون" والشخصية تتشكل في نهر العالم" (٥٦).