وجبون" (٩٣). وبيعت سبعة آلاف نسخة من المجلد الأول في السنة الأولى لصدوره.
وشعر شيلر الآن أن في استطاعته إشباع شوقه إلى بيت خاص به، وإلى امرأة تمنحه حبها ورعايتها. وكان قد أتيح له لمحة خاطفة لشارلوته وكارولينة فون لنجفيلد في مانهايم عام ١٧٨٤. ثم رآهما ثانية في رودولشتات في ١٧٨٧، وكانت "لوته" تعيش هناك مع أمها، أما كارولينة، الشقية في زواجها، فكانت تسكن في البيت المجاور. وكتب شيلر إلى كورنر يقول:(٩٤) "إنهما لذيذتان رغم أنهما غير جميلتين، وهما ترانني غاية السرور. وهما مطلعتان على أدب العصر، وتتوفر الأدلة على تمتعهما بتعليم راق جداً. وهما عازفتان ماهرتان على البيانو". وأنكرت السيدة لنجفيلد فكرة زواج ابنتها عن شاعر مملق، ولكن كارل أوجست منحه بمعاش صغير قدره مائتا طالر، وأنعم عليه دوق ساكسي-ميننجن بشعار النبالة. وقد نبه لوته إلى أن فيه عيوباً كثيرة. فقالت أنها لحظتها، ولكنها أضافت "إن الحب حب الناس كما نجدهم، وقبول مواطن ضعفهم إن وجدت بقلب محب". (٩٥) وزفا في ٢٢ فبراير ١٧٩٠، واتخذا منزلاً متواضعاً في يينا. وأتته لوته بدخلها البالغ مائتي طالر في العام، وأنجبت له أربعة أطفال، وأثبتت خلال شدائده كلها أنها الزوجة الصابرة الحنون. كتب يقول "إن قلبي يسبح في السعادة، وعقلي يستمد قوة وعافية جديدتين" (٩٦).
وعكف على عمله بهمة، يعد محاضرتين كل أسبوع، ويكتب المقالات، والقصائد، والتاريخ. وظل شهوراً يكد ويكدح أربع عشرة ساعة في اليوم (٩٧). وفي يناير ١٧٩١ أصيب بنوبتين من "الحمى النزلية" جلبتا معهما آلاماً في المعدة وبصقاً للدم. وظل طريح الفراش ثمانية أيام ومعدته ترفض كل طعام. وأعان الطلبة لوته على الهناية به و "تنافسوا أيهم يسهر معي .... وبعث إلى الدوق بست زجاجات من نبيذ ماديرا المعتق الذي أفادني مع بعض النبيذ المجري" (٩٨). وفي شهر مايو أصابه "تشنج رهيب، مصحوب بأعراض الاختناق، فتراءى لي أن ساعتي قد دنت … وودعت