أحبائي، وظننتني راحلاً عن الدنيا في أي لحظة … وخففت عني كثيراً جرعات قوية من الأفيون والكافور والمسك واستعمال عوامل التبثر" (٩٩).
وأزعج أصحابه شائعة كاذبة بموته، وصلت حتى كوبنهاجن. وهناك-بناء على اقتراحين من كارل راينهولت ويينز باجيزن-وهما نبيلان دانمركيان-عرض الدوق فردريش كوستيان أمير هولشنين-أوجستنبورج واللونت إرنست فون شيملمان على شيلر منحة سنوية قدرها ألف طالر على مدى ثلاث سنين. فقبلها شاكراً. وأعفته الجامعة من التدريس ولكنه ظل يحاضر فرقة خاصة صغيرة. ثم خصص بعض فراغه الجديد، بناء على اقتراح من راينهولت، لدراسة فلسفة كانط التي قبلها كاملة تقريباً، وهو ما أضحك جوته وأثار اشمئزاز هردر، وربما ألحق بعض الأذى بشعر شيلر.
ونشر الآن (١٧٩٣) مقاله الطويل "في الكياسة والكرامة" الذي استهل التربية الرومانسية "للروح الجميلة". وقد عرف هذه الروح الجميلة بأنها تلك التي "ينسجم فيها العقل والحواس، والواجب والميل، وتجد هذه كلها التعبير الخارجي في الكياسة" (١٠٠). ولا بد أن المتبرعين الكوبنهاجيين قد هالهم أن يتلقوا، كبعض الرد على منحتهم، كتيباً عنوانه "رسائل في التربية الجمالية (الاستطيقية) للإنسان" (١٧٩٣ - ٩٤). وقد بدأ شيلر بفكرة كانط على الإحساس بالجمال كتأمل نزيه للصور المتناسقة، ثم زعم (مع شافتسبري) أن "الشعور الذي ينميه الجميل يهذب السلوك" ويصبح الحس الجمالي هو والفضيلة واحداً. وأنه لعزاء أن نقرأ، في هذا الرأي المنبعث من أيام فايمار المزدهرة أن شيلر (كجوته) رأى أن جيله منحل، غارق في انحطاط خلق سحيق"(١٠١).
فلما عاد من الفلسفة إلى الشعر وجد عناء في استحضار "تلك الجرأة والنار المضطرمة التي كنت أملكها من قبل، .. لقد أفسدني الجدل النقدي"(١٠٢). ولكنه أصر على أن "الشاعر هو الإنسان الأصيل الوحيد، وليس أفضل الفلاسفة إلا كاريكاتوراً إذا قيس به"(١٠٣)، ورفع