أما رد جوته (٢٧ أغسطس) فقد تجنب في ذكاء تحليل عقل شيلر:
"ما كنت لأتلقى بمناسبة عيد ميلادي الذي وقع هذا الأسبوع هدية أجمل من رسالتك التي تلخص فيها حياتي بيد ودود، وتشجعني فيها بتعاطفك على استخدام قدراتي استخداماً أكثر مثابرة ونشاطاً. وسيكون من دواعي سروري أن أكشف لك حين تتاح لي الفرصة ما كانه حديثك لي، وكيف أنني أنا أيضاً أعد تلك الأيام مرحلة متميزة في حياتي، لأنه يبدو لي أننا لا نملك بعد هذا اللقاء غير المتوقع إلا أن نطوف في دروب الحياة معاً".
وتابع جوته هذه الرسالة (٤ سبتمبر) بدعوة لشيلر لحضر إلى فايمار وينفق معه أياماً فيها. "سيكون فلي استطاعتك أن تشرع في أي عمل تشاء دون أن يزعجك أحد. وسنتجاذب الحديث معاً في أوقات ملائمة. وفي ظني أننا لن نفترق دون أن تحقق بعض الكسب. وعليك أن تعيش هنا تماماً كما تحب، وكما لو كنت في بيتك ما أمكن ذلك". ولم يتردد شيلر في القبول، ولكنه حذر جوته قائلاً "إن تشنجات الربو التي أعاني منها تلزمني الفراش طوال الصباح لأنها لا تسمح لي بأي راحة في الليل". وهكذا كان شيلر ضيف جوته وعليله تقريباً من ١٤ إلى ٢٨ سبتمبر. وأعتني أكبر الرجلين بالشاعر العليل عناية رفيقه، وحماه من المضايقة، وبذل له النصح في أمر غذائه، وعلمه حب الهواء الطلق. كتب شيلر (٢٩ سبتمبر) بعد عودته إلى يينا يقول "أجدني في بيتي مرة أخرى، ولكن أفكاري لا تزال في فايمار. ولا بد لي من وقت طويل أحل فيه خيوط كل الأفكار التي أيقظتها في". ثم (٨ أكتوبر)، ناشده بما عهد فيه من تحمس "يبدو لي أنه من الضروري أن نصل فوراً إلى قدر من التفاهم الواضح حول أفكارنا عن الجميل".
ثم تلا ذلك شهور ثلاثة من التحضير للعدد الأول من مجلة "هورين" الذي صدر في ٢٤ يناير ١٧٩٢، والثاني في أول مارس، والأعداد الباقية شهرياً على مدى ثلاث سنين، وكتب جوته من فايمار (١٨ مارس) يقول "إن الناس يتهافتون عليها، ويتخاطفون أعدادها، وما كنا لنطمع في أكثر