من ذلك لهذه البداية". وفي ١٠ أبريل كتب شيلر لجوته يقول "لقد كتب لي كانط خطاباً ودياً جداً، ولكنه طلب مهلة لإرسال مقالاته … ويسرني أننا أغرينا الطائر العجوز بالانضمام إلينا. " وطلب جوته أن تنشر مقالاته غفلاً من التوقيع، لأنها اشتملت على عدد من "مراثيه الرومانية"، وكان عليما بأن نزعتها الشيقة القوية ستبدو غير لائقة بعضو في المجلس الخاص.
وفي حماسة النجاح المتهورة أقنع شيلر جوته بأن يشترك معه في إصدار دورية أخرى "التقويم السنوي للشعر" صدرت كل سنة من ١٧٩٦ إلى ١٨٠٠. وأطرف ما احتوته هو الابجرامات المسماة Xenien والتي صاغها الشاعران على غرار ابجرامات مارتيال Xenia ( اكسينا) التي كانت تكتب هدايا للضيوف. وقد وصف شيلر المشروع لكرونر فقال:"إن العملية كلها تجميع لأبجرامات، كل منها مقطع شعري من بيتين. وهي في أكثرها هجائيات عنيفة شيطانية، موجهة بصفة خاصة ضد المؤلفين وأعمالهم، يتخللها هنا وهناك ومضات خاطفة من الأفكار الشعرية أو الفلسفية. فسيكون هناك عدد لا يقل عن ستمائة من هذه المقطوعات"(١١٥). وكان جوته قد اقترح هذه الفكرة ذريعة لرد اللطمات إلى نقادهما، وللسخرية من المؤلفين المغرورين وأصحاب الميول البورجوازية، ولتنبيه جمهرة القراء الألمان إلى الاهتمام بالأدب اهتماماً أشد. وعزماً على أن يطلقنا هذه "الهدايا" على معسكر الرجعيين "كالثعالب المشتعلة الذيول". (١١٦) وكانت الأبجرامات بلا توقيع، وكان بعضها نتاجاً مشتركاً للمتآمرين كليهما. وإذ كان الكثير من هذه الذيول المشتعلة موجهاً ضد مؤلفين طواهم النسيان أو جدليات لا يذكرها الناس الآن، فإن الزمن أطفأ نارها، ولكن واحداً منها بقلم جوته يستحق منا التنويه الخاص:
"جاهد دائماً في سبيل الكل، وإذا لم تستطع أنت نفسك أن تصبح كلاً، فاربط نفسك إلى كل ما يوصفك جزءاً تابعاً".
وهناك إبجرام آخر يعزى عادة إلى شيلر يفصل الفكرة:
"أتخاف الموت؟ أتريد الحياة دون أن تموت؟ إذن عش في الكل!