و "افجيني" لأنه تقليد جامد لليونان. ورد جوته بعبارات متكررة من الاحتقار لألمانيا-لمناخها، ومناظرها الطبيعية، وتاريخها، ولغتها، وفكرها. وشكا من أنه اضطر "للكتابة بالألمانية، وهكذا … أهدر الحياة والفن على أسوأ مادة"(١٠٤). وقال لأصحابه أن "هؤلاء الألمان الحمقى" يستحقون تماماً هزيمتهم على يد نابليون في يينا (١٠٥)، وقد جاء دور ألمانيا لتضحك منه حين انتصر الحلفاء على بونابرت في وورترلو.
وإذ انسلخ عن نهر الأدب الرئيسي (النهر الرومانتيكي) في شيخوخته، فقد عزى نفسه باحتقار ازداد عمقاً للعالم والإنسان. "تبدو الحياة كلها-إذا نظرنا إليها من قمم العقل-كأنها مرض خبيث، والعالم كأنه مستشفى للمجانين"(١٠٦). وكتب إلى تسلتر في ٢٦ مارس ١٨١٦ "قبل أيام وقعت على نسخة من أول طبعة لآلام فرتر، وبدأت ترتفع من جديد تلك الأغنية التي طال إسكاتها. وشق على أن أفهم كيف استطاع رجل أن يطيق العالم أربعين سنة مع أنه تبين سخفه حتى في صباه"(١٠٧). ولم يتطلع إلى أي تحسين ذي بال في المستقبل. "إن الناس لا يعيشون إلا ليكدر ويقتل بعضهم بعضاً. كذلك كان، وكذلك هو اليوم، وكذلك سيظل إلى أبد الدهر"(١٠٨)، وكان يرى كما يرى معظمنا بعد الستين أن الجيل الجديد منحط. "إن هذه الخيلاء التي لا تصدق، والتي يشب عليها الشباب، ستتمخض بعد بضع سنوات عن أعظم الحماقات … ومع ذلك فهناك الكثير الذي يتحرك وينشط، وقد يكون مبعث اغتباط في السنين القادمة (١٠٩) ".
وفي ١٥ مارس ١٨٣٢ أصيب بنزلة برد وهو راكب عربته في نزهة. ثم بدا أنه تماثل للشفاء في الثامن عشر من الشهر، ولكن في اليوم العشرين كانت الإصابة قد نزلت إلى صدره، وألهبته حمى النزلة، وشوه الألم وجهه. وفي الثاني والعشرين لا حظ أن الربيع بدأ، وقال ""لعل هذا يعينني على البرء. "وكانت الحجرة قد أظلمت لإراحة عينيه؛ فاعترض قائلاً "أدخلوا مزيداً من الضوء". وإذ كان لا يزال ضيقاً بالظلام أمر خادمه قائلاً "افتح ستارة النافذ الأخرى ليدخل مزيد من الضوء. " وكانت هذه