الأسبانية والبولندية، ولعب اليهود دوراً كبيراً في إحياء شركة الهند الشرقية بعد انهيار مغامرة "لو" في ١٧٢٠ (١١). وكان يهود بوردو ذوي ثراء عريض؛ واشتهر تجارهم ومصرفيوهم بنزاهتهم وجمودهم؛ ولكنهم اعتزوا بأصلهم الصفاردي، ونجحوا في إقصاء جميع اليهود الاشكنازيين عن بوردو.
ولم يكن في أسبانية القرن الثامن عشر يهود سافرون. ففي مطالع حكم البوريون الأسبان استغلت جماعات صغيرة منهم استنارة فليب الخامس المزعومة لاستئناف شعائر العبادة اليهودية سراً، واكتشفت حالات كثيرة، وأعدم ديوان التفتيش بين عام ١٧٠٠ و١٧٢٠ ثلاثة يهود في برشلونة، وخمسة في قرطبة، وثلاثة وعشرين في طليطلة، وخمسة في مدريد. واحفظت الديوان هذه الاكتشافات فهب ينشط من جديد، وبلغ عدد الدعاوي التي نظرتها محاكمة بين عامي ١٧٢١ و١٧٢٧ أكثر من ثمانمائة بتهمة اليهودية من بين ٨٦٨ دعوى، وأحرق خمسة وسبعون ممن أدينوا. أما بعد ذلك فالحالات المثيلة كانت نادرة جداً. وفي سنوات الديوان الختامية، (١٧٨٠ - ١٨٢٠) حاكم الديوان الأسباني نحو خمسة آلاف منهم، لم يرم منهم باليهودية غير ستة عشر، وكان عشرة منهم أجانب (١٢). وظلت قوانين أسبانيا تحرم من المناصب المدنية أو الحربية جميع الأشخاص الذين لا يستطيعون إثبات نقاء دمائهم من كل أثر علق به من أسلاف يهود. وقد شكا المصلحون من أن هذا الشرط حرم الجيش والحكومة الأسبانيين من خدمات الكثير من الرجال الأكفاء. وفي ١٧٨٣ خفف شارلي الثالث هذه القوانين (١٣).
أما في البرتغال فقد أحرق ديوان التفتيش سبعة وعشرين بيهودياً لرفضهم الارتداد عن الديانة اليهودية (١٧١٧)(١٤). وقد وفد على لشبونة في ١٧١٢ قادماً من ريودجانيرو أنطونيو دا سيلفا، الذي كان في رأي سوذي أفضل كتاب المسرحيات البرتغال؛ فقبض عليه هو وأمه في ١٧٢٦ لأنهما يهوديان، وأحرقت الأم، واستعطف الابن فأطلق سراحه،