شغل المناصب البلدية، ولكن حرم عليهم الهجرة من "نطاق الاستيطان"(الأقاليم البولندية السابقة) إلى داخل روسيا. وفي ١٧٩١ أبيح لليهود أن يستوطنوا أقاليم خرسون وتاوريدا وإكاترينوسلاف سبيلاً إلى التعمير السريع لهذه الأقاليم المفتوحة حديثاً وتيسير للدفاع عنها. وكان العداء الاقتصادي لليهود الذي يلقونه من معظم رجال الأعمال الروس، والعداء الديني الذي يلقونه من عامة الروس، يجعلان الحياة أثناء ذلك شاقة خطرة على اليهود في الإمبراطورية.
وفي ١٧٦٦ كان يسكن بولندة ٦٢١. ٠٠٠ يهودي (٢٦). وقد صدق أوغسطس الثاني وأوغسطس الثالث على "امتيازات" الحماية التي منحها لهم الحكام السابقين، ولكن هذين الحاكمين السكسونيين، المشغولين بمملكتين ومذهبين دينيين (فضلاً عن خليلاتهما)، لم يتح لهما وقت يذكر للتصدي لذلك العداء العرقي الذي استشعرته الجماهير البولندية نحو اليهود. ففرضت. الحكومة عليهم ضرائب إضافية، وحاول الإقطاعيون الهبوط بهم إلى درك الإقنان، وكلفهم الحكام المحليون ثمناً باهظاً لحمايتهم من عنف الغوغاء. وندد القساوسة باليهود لأنهم "متشبثون بكفرهم" وطالب مجمع كنسي عقد في ١٧٢٠ بأن تحظر الحكومة "بناء المجامع الجديدة لليهود وترميم القديمة منها". وكرر مجمع عقد في ١٧٣٣ مبدأ العصر الوسيط القائل بأن المبرر الوحيد للتسامح مع اليهود هو أنهم قد يصلحون "أداة للتذكير بعذابات المسيح، ومثلاً يضرب-بعبوديتهم وبؤسهم-للعقاب العادل الذي ينزله الله بالكافرين"(٢٧).
وفي ١٧١٦ نشر عبراني دخل في المسيحية يدعى سيرانوفيفتش كتاباً اسماه "فضح الشعائر اليهودية" اتهم فيه اليهود باستعمال دم المسيحيين لشتى الأغراض السحرية: لتلطيخ أبواب المسيحيين، ولمزجه بالفطير الذي يأكلونه في الفصح، ولغمس قطعة قماش فيه محتوية على تعزيمه يقصد بها حماية بيت أو نجاح تجارة … وتحدى اليهود سيرافينوفتش أن يثبت صحة دعاواه، وجمعوا مجلساً من الحاخامات والأساقفة ليستمعوا إليه، ولكنه لم يمثل أمام المجلس، بل أعاد نشر كتابه (٢٨). وقد اتهم اليهود غير مرة بقتل