للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان الرجل لا يفكر في زوجته إلا بوصفها أم أبنائه ولا يكرمها لجمالها أو لثقافتها بل لخصوبتها وجدها وطاعتها؛ يشهد بذلك ما كتبته السيدة بان هو- بان إحدى بنات الطبقة العليا في رسالة ذائعة الصيت بعبارات غاية في التواضع والخضوع تصف فيها المكانة الحقة للمرأة:

نشغل نحن النساء آخر مكان في الجنس البشري، ونحن أضعف قسم من بني الإنسان، ويجب أن يكون من نصيبنا أحقر الأعمال … وما أعدل ما يقوله في حقنا كتاب قوانين الجنسين وأصدقه: وإذا كان للمرأة زوج يرتضيه قلبها وجب أن تبقى معه طيلة حياتها؛ وإذا كان للمرأة زوج لا يرتضيه قلبها وجب أن تبقى معه أيضا طيلة حياتها" (١٢٠).

ويغني فوشوان قائلا:

ألا ما اتعس حظ المرأة‍

ليس في العالم كله شيء أقل قيمة منها.

إن الأولاد يقفون متكئين على الأبواب،

كأنهم آلهة سقطوا من السماء،

تتحدى قلوبهم البحار الأربعة،

والرياح والتراب آلاف الأميال؛

أما البنت فإن أحدا لا يسر بمولدها،

ولا تدخر الأسرة من ورائها شيئا،

وإذا كبرت اختبأت في حجرتها،

تخشى أن تنظر إلى وجه إنسان،

ولا يبكيها أحد إذا اختفت من منزلها -

على حين غفلة كما تختفي السحب بعد هطول الأمطار،

وهي تطأطأ رأسها وتجمل وجهها