للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأحوال عامة الشعب بل لأنه كان أعظم رجل في مجلس العموم؛ على أنه انبرى للدفاع عن الأمريكيين وشعب الهند ضد ظلم الإنجليز وكان كالملك يكره النقد "غير مبال للنسيان أو الصفح" (١٩) وكان يأبى أن يخدم الملك إلا إذا استطاع أن يسيطر عليه، وقد استقال من الوزارة (١٧٦١) حين أصر جورج الثالث على انتهاك اتفاق إنجلترا مع فردريك وعقد صلح منفرد مع فرنسا. وإذا كان قد قهر في النهاية فإن العدو الذي قهره لم يكن غير النقرس.

ويضارع تأثير بت في السياسة الإنجليزية تأثير إدموند بيرك في الفكر الإنجليزي. وقد اختفى بت من المسرح في ١٧٧٨، وظهر عليه بيرك في ١٧٦١، وظل يشد انتباه المثقفين من الإنجليز في فترات متقطعة حتى عام ١٧٩٤، وربما كان مولده في دبلن (١٧٢٩) لأحد المحامين عقبة في طريق كفاحه للمنصب والسلطة السياسيين، فهو لم يكن إنجليزياً إلا بالتبني، ولا عضواً في أي أرستقراطية إلا أرستقراطية الذهن. ولا بد أن كثلكة أمه وأخته كان لها دخل في عطفه طوال حياته على كاثوليك إنجلترا وإيرلندة، وتأكيده الذي لا بنى على الدين بوصفه حصناً لا غنى عنه للأخلاق والدولة. وقد تلقى تعليمه المدرسي في مدرسة للكويكر في بالتيور، وفي كلية ترنتي بدبلن. وتعلم من اللاتينية ما يكفي للإعجاب بخطب شيشرون ولجعلها الأساس لأسلوبه البلاغي.

وفي ١٧٥٠ انتقل إلى إنجلترا ليدرس القانون في "مدل تميل". وقد امتدح القانون فيما بعد لأنه "علم يعين على شحذ الفهم وتنشيطه أكثر من جميع ألوان المعرفة مجتمعة" ولكنه ذهب إلى أنه "لا يصلح لفتح مغاليق العقل وتحريره بذات القدر بالضبط، اللهم إلا في أشخاص محظوظي المولد" (٢٠) وحوالي ١٧٧٥ قبض أبوه عنه الراتب الذي يمده به بحجة أنه يهمل دراسة القانون مؤثراً عليها هوايات أخرى. ويبدو أن أدموند كان قد هوى الأدب، وكان يختلف إلى مسارح لندن وأنديتها الخطابية. وسرت أسطورة زعمت أنه هام بالممثلة الشهيرة بيج ووفنجتن. وكتب إلى صديق