صيارفة القوات المسلحة، وأعان بيوت على شراء بعض أعضاء مجلس العموم، وأثيب بلقب البارون هولند، وشهر به خصومه "مختلساً عاماً لملايين لا تفسير لضياعها"(٤٥) أما زوجته كارولين لينوكس فكانت حفيدة تشارلز الثاني من لوير دكيرواي، وهكذا جرى في عروق تشارلز جيمس الدم المخفف لملك استيوارتي خليع وامرأة فرنسية ذات مبادئ أخلاقية متسامحة. وكانت أسماؤه ذاتها ذكريات استيوارتية، ولا بد أنها كانت تخدش مسامع الهانوفريين.
وحاولت الليدي هولند أن تنشئ أبناءها على النزاهة والشعور بالمسئولية، أما اللورد هولند فقد تسامح مع تشارلز في كل نزواته، وقلب من أجله الحكم المأثور رأساً على عقب:"لا تعمل أبداً ما تستطيع تأجيله إلى الغد، ولا تقم بنفسك أبداً بعمل تستطيع أن تجعل إنساناً غيرك يقوم به لك". وما كاد الصبي يناهز الرابعة عشرة حتى أخذه أبوه من كلية إيتن في رحلة أوربية طاف بها على أندية القمار والمنتجعات المعدنية، ورتب له خمسة جنيهات إنجليزية في الليلة للعب القمار. وعاد الفتى إلى إيتن مقامراً راسخ القدمين، وواصل اللعب في أكسفورد. وقد وجد متسعاً من الوقت لإدمان الاطلاع على الآداب الكلاسيكية والإنجليزية على السواء، ولكنه غادر أكسفورد بعد عامين لينفق عامين في الرحلات وتعلم الفرنسية والطليانية، وبدد ١٦. ٠٠٠ جنيه في نابلي، وزار فولتير في فرنيه، وتلقى منه قائمة بكتب تنيره في اللاهوت المسيحي (٤٧). وفي ١٧٦٨ اشترى له أبوه دائرة انتخابية، واتخذ تشارلز مقعداً في البرلمان وهو في التاسعة عشرة. وكان هذا مخالفاً كل المخالفة للقانون، ولكن المعجبين من النواب بسحر الشاب الشخصي وتراثه المرتقب كانوا من الكثرة بحيث لم ينجح أي احتجاج على عضويته. وبعد عامين، وبفضل نفوذ أبيه، عين وزيراً للبحرية في وزارة اللورد نورث. وفي ١٧٧٤ مات الأب والأم وابن أكبر منه، وغدا تشارلز المتصرف الوحيد في ثروة عريضة.
وقد شاب مظهره البدني في السنوات نضجه من التسيب ما شاب أخلاقه. فجواربه مرخاة الأربطة، وسترته وصدرته مجعدتان، وقميصه مفتوح عند