في العالم … وله قلب رقيق محب … وقد شرح صدر أفراد الأسرة وأبهجهم ما اتسمت به كتاباته فيما بعد من خيال عابث وظرف أصيل ودعابة لا تؤذي. ولقد أعجبت به، بل أوشكت أن أعبده. وما كنت لأتردد في أن أضحي بحياتي من أجله" (٥٦).
وكان لإليزابث آن خطاب كثيرون، ومنهم تشارلز أخو رتشارد الأكبر، واشتدت مضايقاته حتى أفضت بها إلى تعاطي الأفيون بغية قتل نفسها. ثم تماثلت للشفاء، ولكنها فقدت الرغبة في الحياة حتى أنعش الحب رتشارد روحها المعنوية من جديد. وهدد ماثيوز باغتصابها، فهربت مع شريدان إلى فرنسا بدافع الخزف والحب معاً، وتزوجته (١٧٧٢)، ثم لجأت إلى دير قرب ليل في حين عاد رتشارد إلى إنجلترا ليسترضي أباه وأباها. ونازل ماثيوز في مبارزتين، وقد أبقى على حياة ماثيوز في الأول بعد أن انتصر عليه، أما في الثانية فقد أعجز خصمه عن النزال لأنه كان ثملاً بالخمر، وهبط بالمبارزة إلى درك المصارعة ثم عاد إلى باث ملطخاً بالدم والخمر والوحل. وتبرأ منه أبوه، ولكن توماس لنلي أعاد إليزابث آن من فرنسا وبارك زواجهما (١٧٧٣).
وشرع رتشارد وهو في الثانية والعشرين في جمع المال بكتابة التمثيليات إذ أبت عليه كبرياؤه أن يترك زوجته تعوله بالغناء أمام الجمهور. وهكذا أخرجت أولى تمثيلياته "المزاحمون" في ١٧ يناير ١٧٧٥ في كوفنت جاردن. وكان حظها سيئاً تمثيلاً واستقبالاً، ثم وفق شريدان إلى ممثل أكفأ يلعب الدور الرئيسي، وكان العرض الثاني (٢٨ يناير) بداية لسلسلة من الانتصارات المسرحية التي حققت الشهرة والثراء لشريدان. وسرعان ما راحت لندن كلها تتحدث عن السير انتوني أبسوليوت، والسير لوشس أوتريجر، والآنسة ليديا لانجويش، وتقلد خلط السيدة مالا يروب بين الألفاظ (٥٨)(١).
(١) يستشهد المؤلفان بعبارات خلطت السيدة مالابروب بعض ألفاظها خلطاً مضحكاً، فقالت Illiterate بدلاً من Obliterate، و Allegory بدلاً من Alligator. ( المترجم)