للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت الأغلبية في مجلس العموم تذهب إلى أن على الملك أن يختار وزراءه من الزعماء المعترف بهم للحزب أو العصبة الفائزة في الانتخابات. وأصر جورج على حقه الشرعي في اختيار وزرائه دون اعتبار للحزب، ودون قيود عليه إلا مسئوليته أما الشعب. وكان الأحرار هم الذين دبروا ارتقاء ناخب هانوفر لعرش إنجلترا، وكان بعض المحافظين قد تفاوضوا مع الاستيوارتيين المنفيين. لذلك لم يكن بد من أن يقتصر جورج الأول والثاني في اختيار وزرائهما على الأحرار، وكان أكثر المحافظين قد اعتزلوا في ضياعهم. ولكنهم في ١٧٦٠ قبلوا الأسرة المالكة الجديدة، وأقبلوا في نفر كبير ليقدموا ولاءهم للملك البريطاني المولد.

ورحب بهم جورج، ولم ير مبرراً لعدم تعيينه المحافظين الأكفاء كما يعي الأحرار الأكفاء في المناصب الوزارية. واحتج الأحرار بأنه لو كان الملك حراً في اختيار الوزراء وتقرير السياسة دون أن يكون مسئولاً أمام البرلمان لكان هذا انتهاكاً لمرسوم الحقوق الصادر في ١٦٨٩، ولصعدت سلطة الملك من جديد إلى المستوى الذي ادعاه تشارلز الأول، ولبطل مفعول ثورتي ١٦٤٢ و١٦٨٨. أن للنظام الحزبي عيوبه، ولكنه (في رأي الزعماء) لا غنى عنه للحكومة المسئولة، فهو يوفر لكل وزارة معارضة تراقبها، وتنتقدها، وتستطيع (إذا شاء الناخبون) أن تحل محلها رجالاً مهيأين لتغيير السياسة دون الإخلال باستقرار الدولة. وهكذا تكونت الخطوط لأول صراع كبير بين القوى في الحكم الجديد.

وتحمل بيوت وطأة المعركة. وكان أكثر النقد يعفي الملك، ولكنه لم يعفي أمه، فاتهمتها الأهاجي الساخرة بأنها خليلة بيوت، وأثار هذا التشهير الملك فغضب غضبة مضرية. وعقد بيوت صلحاً منفرداً مع فرنسا، ثم كف عن تقديم المعونة المالية لبروسيا ليكره فردريك على الإذعان، فوصفه فردريك بالوغد الخسيس، وواصل القتال، أما الشعب الإنجليزي فرغم سروره لأن الحرب وضعت أوزارها إلا أنه ندد بالصلح لأنه أفرط في اللين مع فرنسا المغلوبة؛ وسخط بت عليه، وتنبأ بأن فرنسا