للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التي خرجت من الحرب ببحريتها سليمة لم يمسها سوء ستستأنف الحرب على إنجلترا عما قليل-وهو ما فعلته في ١٧٧٨. وصدق مجلس العموم على المعاهدة، فأغلبية ٣١٩ ضد ٦٥. واغتبطت أم جورج بانتصار الإرادة الملكية وقالت "أن أبني الآن ملك على إنجلترا حقاً وفعلاً" (٦٦).

كان الملك الجديد حتى الآن يشتهر بالنزاهة. ولكنه حين رأى الأحرار يشترون الأصوات البرلمانية، ويستأجرون الصحفيين لمهاجمة سياساته، صمم على أن يبزهم في هذا المضمار. فسخر ماله وقوة رعايته لإغراء المؤلفين من أشباه سمولت بالدفاع عن أهداف الوزارة وتصرفاتها. ولعل بيوت كان يفكر في أمثال هذه الخدمات حين أقنع الملك في يوليو ١٧٦٢ بأن ينفح صموئيل جونس بمعاش، ولم يخب ظنه في الكاتب. ولكن ما من متشيع للوزير استطاع أن يضارع خطب جون ولكس اللاذعة الذكية، أو هجائيات تشارلز تشرشل الضارية، أو قدح "جونيوس" الغفل من التوقيع. "وظهرت الآن كل يوم، نثراً وشعراً، طعون في البلاط فاقت في جرأتها وغلها أي طعن نشر لسنوات كثيرة" (٦٧).

وأخذ البرلمان نقود الملك وأعطاه أصواتاً، ولكنه كره كبير وزرائه، لأنه اسكتلندي لم يرق إلى مقام السلطة جزاء على خدمة طويلة لحزب من الأحزاب في مجلس العموم. واشتد شعور الكراهية لإسكتلندة في إنجلترا التي لم تزل تذكر غزو ١٧٤٥ الاسكتلندي. ثم أن بيوت كان قد أغدق الغنائم السياسية على بني جلدته: فعين روبرت آدم معمارياً للبلاط، وآلن رمزي مصوراً للبلاط (متجاهلاً رينولدز)؛ وأجرى معاشاً على جون هيوم الكاتب المسرحي الإسكتلدني، في حين ضن على توماس جراي بكرسي الأستاذية. وأعربت جماهير لندن عن شعورها بشنوق جزمة عسكرية ثقيلة Jackboot أو إحراقها (كناية عن Bute) وبالهجوم على مربكة الوزير، فكان يضطر إلى إخفاء وجهه حين يختلف إلى المسرح. ونفرت أهل الريف منه ضريبة فرضها على عصير التفاح (السيدر)، فبات بيوت أبغض وزير وعاه التاريخ الإنجليزي. فلما أن عجز عن التصدي لهذا السيل