للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

دستورنا" ومن هذه الزاوية انتقد المؤلف أسس الحكومة البريطانية: "أن سلطة الملك، واللوردات، ونواب العموم، ليست سلطة تعسفية. فهم ليسوا إلا أمناء على التركة لا مالكيها. والملكية المطلقة قائمة فينا نحن … وأنا موقن بأنكم لن تتركوا لمشيئة سبعمائة شخص، أفسدهم التاج على نحو مفضوح، الفصل في مستقبل سبعة ملايين من نظرائهم، أيكونون أحراراً أم عبيداً" (٨٥).

ومضى جونيوس يتهم حكومة جرافتن (١٧٦٨ - ٧٠) ببيع المناصب وإفساد البرلمان بالإنعامات والرشا. هنا أصبح الهجوم مباشراً وبلغ من الاحتدام حداً يشعر بأنه تصميم على الانتقام لإساءة أو إهانة شخصية.

"تقدم أيها الوزير الفاضل وقل للعالم بأي نفوذ زكي مستر هاين لمثل هذه الإمارة الخارقة على رضى جلالته؛ وماذا كان ثمن الامتياز الذي اشتراه؟ … إنك تعرض بخسة الرعاية الملكية للمزاد … أو تظن أن في الإمكان أن تفلت هذه الكبائر دون اتهام؟ أنها حقاً مصلحتك إلى الدرجة القصوى أن تحتفظ بمجلس العموم الحالي. فهم إذ باعوا الأمة جملة، سيحمونك ولا ريب في التجزئة، لأنهم وهم يناصرون جرائمك يرعون أيضاً جرائمهم هم" (٨٦).

واستمر الهجوم بعد استقالة جرافتن بزمن طويل، كما نقرأ في الرسالة المؤرخة ٢٢ يونيو ١٧٧١.

لست أستطيع بأي مظهر مهذب من مظاهر اللياقة أن أصفك بأنك أنذل وأخس رجل في المملكة. لا يا سيدي، فلست أحسبك كذلك. فسيكون لك منافس وخطر في ذلك الضرب من الشهرة … ما دام هناك رجل واحد حي يحسبك جديراً بثقته، صالحاً لأن يوكل إليك أي قسط في حكومته. "

وبدا أن هذا وصف لجورج الثالث ذاته بأنه "أخس رجل في المملكة" وكان جونيوس قد عمد من قبل في الرسالة الخامسة والثلاثين إلى مهاجمة الملك "بإباء وحزم، ولكن دون احترام": "سيدي، أن الخطب الذي