للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منيت به حياتك … أنك لم تكن لتلم قط بلغة الحقيقة حتى سمعتها في شكاوي شعبك. على أن الوقت لم يفت لتصحيح خطأ تعليمك". ونصح جونيوس جورج بأن يقيل وزراءه المحافظين، ويسمح لولكس بأن يشغل المقعد الذي أنتخب له. "أن على الملك إن كان يفتخر بسلامة حقه في التاج أن يتذكر أن اكتسب بثورة، وأنه قد يضيع بأخرى" (٨٧).

وقبض على هنري وودفول الذي نشر هذه الرسالة في صحيفة "المعلن العام" بتهمة القذف المحرض على الفتنة. ورفض المحلفون إدانته وهم يعكسون مشاعر الطبقة الوسطى، فأفرج عنه بعد دفع المصاريف. وكان جونيوس قد بلغ الآن قمة تهوره وقوته. ولكن الملك صمد للهجوم، ودعم مركزه بتعيينه لرياسة الوزارة اللورد نورث اللطيف الثابت الجأش. وواصل جونيوس رسائله حتى ١٧٧٢، ثم ترك ساحة القتال. ويلاحظ أنه في ١٧٧٢ ترك السر فيليب فرانسيس وزارة الحربية (التي كان جونيوس قد أظهر معرفة وثيقة بشئونها) ورحل إلى الهند.

وتنتمي الرسائل إلى التاريخ الأدبي لإنجلترا كما تنتمي إلى تاريخها السياسي، ذلك أنها مثال حي على الأسلوب الذي كان في قدرة الكثير من رجال السياسة البريطانيين أن يرتفعوا أو يتدنأوا إليه حين يلهبهم الغضب ويحميهم التخفي وراء الأسماء المستعارة. فهنا إنجليزية رفيعة اختلطت بالسب، ولكن السب ذاته آية في الطعن المرهف. أو الإجرام الحاد. ولست تجد هنا شفقة، ولا سماحة، ولا تفكيراً في أن الحزب الذي تنتمي إليه رامي الاتهام يشارك المتهم خطيئته وذنبه. ونحن نتعاطف مع السر وليم دراير الذي كتب يقول رداً على الرسالة المؤرخة ٢١ يناير ١٧٦٩ "أن المملكة تشغى بعدد غفير من اللصوص المجرمين الذي يسطون على خلق الأفراد وفضيلتهم بحيث لم يعد إنسان شريف واحد في مأمن، ولا سيما لأن هؤلاء القتلة الحقراء الجبناء يطعنون في الظلام دون أن تكون لديهم الشجاعة للتوقيع بأسمائهم الحقيقية على كتاباتهم الشريرة الحقودة" (٨٨).