ويفكر، ويحب. "لقد بدا أن من الطبيعي جداً التفكير في أن "البحث في الطبيعة البشرية" احتاج إلى مؤلف يكتبه، ومؤلف في غاية الذكاء والبراعة، ولكن يقال لنا الآن أنه ليس إلا مجموعة من الأفكار اجتمعت معاً ورتبت نفسها بارتباطات وانجذابات معينة"(٢٠).
وقرأ هيوم هذا كله بابتهاج وود، ولم يستطع أن يقبل نتائج ريد اللاهوتية، ولكنه احترم مزاجه المسيحي، ولعله أحس بالراحة في دخيلة نفسه حين عرف أن العالم الخارجي موجود على كل حال، برغم باركلي، وأن هيوم موجود برغم هيوم. كذلك استشعر الجمهور القارئ أيضاً الراحة، واشترى ثلاث طبعات من كتاب ريد "البحث" قبل موته. وكان بوزويل من بين سرى عنهم، فهو ينبئنا بأن كتاب ريد "هدأ عقل الذي أنتابه القلق الشديد من طول التفكير العويص بالأسلوب التجريدي الشكوكي"(٢١).
وأضاف الفن اللون إلى عصر النور الاسكتلندي. فالأخوة "آدم" الأربعة الذين تركوا بصمتهم على العمارة الإنجليزية، كانوا اسكتلنديين. وقد هاجر ألن رمزي (بن الشاعر ألن رمزي) إلى لندن (١٧٥٢) بعد أن أخفق في نيل التقدير في وطنه إدنبرة، وبعد سنوات من الكدح عير "مصوراً عادياً" للملك، مما أثار حفيظة الفنانين الإنجليز. وقد رسم صورة حسنة لجورج الثالث (٢٢)، وأحسن منها لزوجته (٢٣). غير أن انخلاع ذراعه اليمنى أنهى احترافه للتصوير.
أما السر هنري ريبون فكان رينولز إسكتلندة. وكان بناً لرجل صناعة في ادنبره، علم نفسه التصوير بالزيت، ورسم أرملة وارثة بلغ من رضائها عن صورتها أنها تزوجته ومهرته بثروتها. وبعد أن درس عامين في إيطاليا عاد إلى إدنبرة (١٧٨٧)، وسرعان ما تكاثر زبائنه فضاق وقته عن رسمها؛ رسم روبرتسن، وجون هيوم، ودوجالد ستيوارت، والتر سكوت، وأفضل صورة، صورة اللورد نيوتن-جسد هائل، ورأس ضخم، وشخصية من حديد امتزج بالبلسان. على النقيض نلحظ الجمال المتواضع الذي وجده ريبون في زوجته (٢٤). وكان أحياناً ينافس رينولدز