أربعة أسابيع، وبلغ صافي حصيلة بيرنز منها عشرين جنيهاً.
وكان قد فكر في أن يستخدم هذه الحصيلة ف يدفع أجر الرحلة إلى أمريكا ولكنه عدل وخصصها لفترة يقيمها في إدنبرة. فلما بلغها على الجواد استعار في نوفمبر ١٧٨٦ اقتسم حجرة وسريراً مع فتى ريفي آخر. وكان يشغل الطابق الذي يعلوها بعض المومسات الصاخبات. وفتح له الأبواب نقاد إدنبرة الأدبيون، فكان معبود المجتمع المهذب طوال الموسم. ووصفه السر ولتر سكوت بهذه العبارات:
" كنت صبياً في الخامسة عشرة عام ١٧٨٦ - ٨٧ حين وفد بيرنز أول مرة إلى إدنبرة … ورأيته يوماً في بيت الأستاذ فيرجسون المحترم، حيث التقى نفر من السادة ذوي الشهرة الأدبية .. وكان شخصه قوياً عفياً، فيه جهامة ريفية بغير جلافة، عليه سيماء البساطة والصراحة الوقورين. وجهه ضخم والعين واسعة سوداء اللون … إذا تكلم … وكان في مجلسه من هؤلاء الرجال، وهم صفوة المثقفين في جيلهم ووطنهم، يعبر عن رأيه في قوة بالغة ولكن دون أدنى صلف"(٧٥).
وقد وجد التشجيع على إصدار طبعة مزيدة من قصائده. ولكي يضيف إلى ديوانه الجديد مزيداً من المادة اعتزم أن يضمنه قصيدة من مطولاته اسمها "الشحاذون المرحون" لم يجرؤ من قبل على طبعها في ديوان كلمارنوك وقد وصفت القصيدة تجمعاً للمتشردين؛ والصعاليك، والمجرمين، والشعراء، والعابثين، والبغايا، والعجزة، والجنود المنبوذين، في خمارة نانسي بمدينة موكلين. ثم وضع بيرنز في أفواههم أصرح السير الذاتية وأمعنها في الخطيئة، واختتم هذا الخليط بكورس مخمور:
"ما أتفه الذين يحميهم القانون!
إن الحرية مأدبة فاخرة!
وقصور الملوك لم تبن إلا للجبناء.
وما شيدت الكنائس إلا مسرة لرعاتها (٧٦) "
وهالت الدارس والواعظ هيو بلير فكرة نشر هذا الازدراء للفضائل