في ٢٩ يوليو ١٧٦٦ رخص له بالاشتغال بالمحاماة في إسكتلندة، وتركزت إقامته طوال السنين العشرين التالية في ادنبرة، وتخلل ذلك غزوات كثيرة للندن، وواحدة لدبلن. وربما أعانه منصب أبيه قاضياً، ولكن أعانته أيضاً سرعة بديهته في النقاش، فكثر زبائنه، و "ربح خمسة وتسعين جنيهاً" في أول شتاء ترافع فيه أمام المحاكم (١١٥). وخالط السخاء المفرط تقديره لنفسه، فكان يدافع عن أفقر المجرمين، ويبدد بلاغته المنمقة على أشخاص إجرامهم واضح، ويخسر معظم قضاياه، وينفق كل أتعابه على الشراب، ذلك بأنه بعد تلك الشهور المشمسة التي قضاها في إيطاليا أحس بشتاء إسكتلندة يفري عظمه، ولم يبد أن هناك دواء لهذا البرد إلا الكحول.
ثم أنه واصل تشرده الجنسي. فاتخذ له خليلة تدعى المسز دورز، وإستكمالاً لخدماتها "كنت أنام الليل كله مع … فتاة من عرض الطريق" وسرعان ما "اكتشفت أني ابتليت بعدوى المرض"(١١٦) وبعد ثلاثة أشهر، وفي دوار الخمر، "ذهبت إلى ماخور، وأنفقت ليلة كاملة بين ذراعي بغي … وكانت فتاة رائعة، قوية، مرحة، بغياً جديرة ببوزويل، إن كان لا بد لبوزويل من بغي"(١١٧) وأصابته عدوى أخرى. وكان واضحاً أن الزواج هو السبيل الأوحد لإنقاذه من التدهور البدني والأخلاقي. فتودد إلى كاترين بلير، ولكنها رفضته. ثم وقع في غرام ماري آن بويد، وكانت صبية إيرلندية لها جسم إغريقي وأب غني. وتبعها إلى دبلن (مارس ١٧٦٩)، وفقد غرامه في الطريق، وسكر، وألم ببغي إيرلندية، وأصيب مرة أخرى بمرض سري (١١٨).
وفي فبراير ١٧٦٨ دفع إلى المطبعة بمخطوط "تاريخ لكورسيكا، يوميات رحلة إلى تلك الجزيرة، ومذكرات باسكال باولي"، وأثارت خيال إنجلترا مناشدته بريطانيا لمد يد المعونة لباولي، وأعدت الرأي العام للموافقة على الإجراء الذي اتخذته الحكومة البريطانية بعد ذلك لإرسال السلاح والمؤن سراً إلى الكورسيكيين. وبيع من الكتاب عشرة آلاف نسخة في إنجلترا، وترجم