للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذين ولدتهم له زوجته. ويبدو أنها صدت تودده الزوجي خلال الشهور الأخيرة من حملها المتكرر. ففي ٢٧ أكتوبر ١٧٧٢ ذهب إلى مومس بعد أن "أفرط في شرب النبيذ" (١٢٠). وقد التمس لنفسه العذر بحجة أن التسري أجازته التوراة. ثم عاد إلى الشراب، وأضاف إليه القمار. جاء في يومياته بتاريخ ٥ أكتوبر ١٧٧٤ "شربت حتى ثملت" وفي ٣ نوفمبر "شرب كثيرون منا من الغداء حتى العاشرة ليلاً" وفي ٤ نوفمبر "سكرت جداً … وقعت على الأرض بعد عنف كثير" وفي ٨ نوفمبر "سكران مرة أخرى" وفي ٩ نوفمبر "كنت مريضاً جداً، ولم أستطع مغادرة الفراش حتى الساعة الثانية تقريباً" وفي ٢٤ نوفمبر: "كنت سكران جداً … مكثت أكثر من ساعة مع مومسين في مسكنها على سلم قذر ضيق في حي بو. ووجدت طريقي إلى بيتي حوالي الثانية عشرة. لقد سقطت" (١٢١). وغفرت له زوجته، وبذلت له العناية في أمراضه.

وكان لشربه الخمر أسباب كثيرة: كثرة قضاياه الخاسرة في المحاماة، والعنت الذي لقيه في علاقته بأبيه، وخزيه من خيانته الزوجية وشعوره بأنه لم يحقق أحلام غروره، واشمئزازه من الحياة في إسكتلندة. وألف أن يهرب إلى لندن كل سنة تقريباً، ومن جهة ليترافع في قضايا له هناك، ومن جهة أخرى ليستمتع بحديث جونسن، ورينولدز، وجاريك، وبيرك. وفي ١٧٧٣ سمح له بالانضمام إلى "النادي". وفي خريف ذلك العام جاب شوارع إدنبرة في فخر وإلى جواره الدكتور جونسن، توطئة لرحلتهما إلى جزر الهبريد.

وظل في رحلاته اللندنية هذه أول الأمر وفياً لزوجته، وكان يكتب إليها في شغف، ولكن ما وافى عام ١٧٧٥ حتى كان استأنف إيثاره للعربدة الجنسية. وقد اشتد انشغاله بها حوالي نهاية مارس ١٧٧٦ يقول "فلما نزلت إلى الشارع ركبتني شهوة الفسق، ففكرت في أن أخصص لها ليلة". ولكن التخصيص امتد عدة ليال. "فكرت في زوجتي الغالية بأعظم احترام وأحر محبة، ولكن ساورتني فكرة مشوشة بأن اتصالي الجسدي بالعاهرات لا يمس حبي لها بسوء" (١٢٢). ورده إلى رشده مرض سري جديد.