للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وداعاً يا أكوام الآجر القذرة في برستوليا،

يا عشاق المال، وعباد الخديعة والختل!

لقد ازدريتم الفتى الذي أعطاكم الأغاني القديمة،

وأثبتم المعرفة بالمديح الفارغ.

وداعاً أيها الحمقى من الرؤساء السكارى،

الذين هيأتكم الطبيعة مطية للفساد!

وداعاً أمي! وكفى أنت يا روحي المضناة،

ولا تدعي أمواج الحيرة والذهول تطغى علي!

رحماك أيتها السماء إن أنا كففت عن العيش هنا،

واغفري لي هذه الفعلة الآخرية من أفعال الشقاء.

ثم انتحر بشرب الزرنيخ بالغاً من العمر سبعة عشر عاماً وتسعة أشهر. ودفن في قبر من قبور الفقراء المعدمين.

وقصائده تملأ اليوم مجلدين. ولو كان قد وصفها بأنها تقليد لا أصل فلربما اعترف له بأنه شاعر أصيل، لأن بعض قصائد راولي لا تقل جودة عن معظم القصائد الأصلية من هذا النوع ذاته. وكان حين كتب شعراً باسمه يستطيع نظم شعر هجائي يكاد يضارع شعر بوب، كما نرى في قصيدته "المثودي" (١٤١)، أو في سبعة عشر بيتاً-هي أهجى شعره كله-يسوط فيها ولبول متملقاً ذليلاً غليظ القلب (١٤٢). فلما أن نشرت مخطوطاته المتخلفة (١٧٧٧) اتهم المشرف على نشرها ولبول بأن عليه تقع بعض التبعية في موت الشاعر، ودافع ولبول عن نفسه بأنه لم يشعر بأي التزام بمساعدة مزيف مصر على التزييف (١٤٣). وأصر بعض ذوي القلوب الرحيمة كجولد سمث على أن القصائد أصلية لا مزيفة، وضحك جونسن من صديقه، ولكنه قال: "هذا أعجب شاب عرفته، غريب كيف كتب الجرو كلاماً كهذا" (١٤٤). أما شلي فقد خلد ذكرى الفتى تخليداً موجزاً في قصيدته "أدونيس" (١٤٥)، وأما كيتس فقد نظم قصيدته "انديميون" في ذكراه.