كان يجب التخلص منها، فأحدثت بولينا في الدم. وأرسل له الدوق رشليو محلولاً من الأفيون أوصى به مسكناً ولكن فولتير أساء فهم الإرشادات فشرب قنينة كاملة منه مرة واحدة (١١ مايو)، فأصابه هذيان دام ثماني وأربعين ساعة، وشوه الألم وجهه. واستدعي ترونشان، فأعطاه ما خفف عنه بعض الشيء، ولكن فولتير ظل عدة أيام لا ينطق بكلمة ولا يمسك طعاماً. والتمس أن يعيدوه إلى فرنيه، ولكن أوان ذلك كان قد فات.
وفي ٣٠ مايو قدم الأبيه جولتييه وكاهن سان-سولبيس، مستعدين لمناولته سر الكنيسة المقدس إذا أضاف لاعترافه السابق بالإيمان إيمانه باللاهوت المسيح. وزعمت قصة لم يؤيدها مصدر آخر، وقد رواها كوندورسيه (٣٧)، أن فولتير صاح "بالله لا تكلمني عن ذلك الإنسان! ".
أما لاهارب فروى أن جواب فولتير كان "دعوني أموت في سلام". أما دنواريستير فقد قبل الرواية العادية: هي أن الكاهنين وجدا فولتير محموماً يهذي، فانصرفا دون أن يناولاه القربان (٣٨). وزعم ترونشان أن ساعات احتضار الفيلسوف اتسمت بالعذاب الشديد وبصيحات الغضب الشديد (٣٩). ثم هدأت نأمته أخيراً في الحادية عشرة من تلك الليلة.
ووضع الأبيه منيو جثمان خاله قائماً في مركبة، وكان قد توقع أن دفنه في مقبرة باريسية سيرفض، وانطلق بها ١١٠ ميلاً إلى دير سكلير في قرية روميي-على-السين هناك قام كاهن محلي بمراسيم الصلاة التقليدية على الجثمان ورتل قداساً مطولاً فوقه، وسمح بدفنه في قبو الكنيسة.
وحظر أمر من لويس السادس عشر على الصحف نشر نبأ موت فولتير (٤٠)، وطلبت الأكاديمية الفرنسية إلى الرهبان الفرنسسكان إقامة قداس على روح الميت، ولكن لم يمكن الحصول على إذن بذلك. ورتب فردريك الأكبر، تحية من شاك إلى شاك، أن يقام قداس على روح فولتير في كنيسة كاثوليكية ببرلين، ونظم تأبيناً حاراً لصديقه وعدوه، قرئ على أكاديمية برلين في ٢٦ نوفمبر ١٧٧٨. وكتبت كاترين الكبرى لجريم تقول: