"فقدت رجلين لم أرهما قط، أحباني، وبجملتهما-فولتير واللورد شاتام. وسيظل القوم زمناً طويلاً جداً، وربما إلى الأبد، يفتقدون من يعدلانهما، ولن يجدوا أبداً من يفوقانهما-خصوصاً أول الرجلين. منذ أسابيع كرم فولتير علانية، والآن لا يجرؤن على دفنه. يا له من رجل! أعظم رجل في أمته، لم لم تأخذ جثمانه باسمى؟ كان ينبغي أن ترسله إلى محنطاً … وكان سيحظى بأفخم مثوى … اشترى مكتبته وأوراقه بما فيها رسائله إن أمكن. وسأدفع لورثته ثمناً مجزياً"(٤١).
وتلقت مدام دني ١٣٥. ٠٠٠ جنيه نظير المكتبة التي نقلت إلى أرميتاج سانت بطرسبرج.
وفي يوليو ١٧٩١، وبأمر الجمعية التأسيسية للثورة، نقل رفات فولتير من دير سكليبر إلى باريس، وطافوا به المدينة في موكب نصر، ثم ووري في كنيسة سانت جنفييف (التي ستسمى بعد قليل بالبانتيون). في ذلك العام أطلق على الكي دي تياتان رسمياً أسم جديد هو الكي د فولتير. وفي مايو ١٨١٤ خلال عودة الملكة البوربونية، نقلت جماعة من الغيلان الأتقياء رفات فولتير وروسو من الباتنيون خفية، وأودعته غرارة ودفنته في مقلب بأطراف باريس. ولم يعثر للرفات بعد ذلك على أثر.
جـ - تأثير فولتير
أنه يبدأ بلحظات العداء للأكليروس في "أوديب"(١٧١٨)، وهو تأثير فعال اليوم على نطاق عالمي تقريباً. وقد رأينا هذا التأثير يحرك الملوك: فردريك الثاني، وكاترين الثانية، ويوزف الثاني، وجويتاف الثالث، وبدرجة أقل شارل الثالث ملك أسبانيا من خلال أراندا، وجوزف الثاني ملك البرتغال من خلال بومبال. ولم يعد له في العالم الفكري في المائتي السنة الأخيرة غير تأثير روسو وداروين.
وبينا كان تأثير روسو الأخلاقي ينحو إلى الحنان، والعاطفة، وإعادة الحياة الأسرية والوفاء الزوجي، وكان تأثير فولتير الأخلاقي ينحو إلى