للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومحترفي الإجرام، والبغايا إناثاً وذكوراً. وذهب تين إلى أن فرنسا في ١٧٥٦ - ٨٨ ابتليت "بالمتشردين" والمتسولين، وبكل ضروب النفوس العنيدة … الكريهة، القذرة، الشرسة، المتوحشة، التي ولدها النظام؛ وقد تجمعت كالحشرات على كل قرحة اجتماعية" (٣٢). وكانت حثالة الكائن الاجتماعي هذه نتائج الطبيعة البشرية وحكم البوربون، ولا يمكن أن تعزى إلى الفلسفة أو انطفاء شعلة الإيمان.

وربما كان بعض القمار الذي ازدهر في باريس (كما في لندن) مرتبطاً بعد الإيمان، ولكن الجميع شاركوا فيه، أتقياء وعصاة على حد سواء. وفي ١٧٧٦ ألغيت جميع ألوان اليانصيب الخاص لتدمج في "اليانصيب الملكي". ومع ذلك يجوز أن نعزو إلى حد معقول شطراً من الفوضى الجنسية في الطبقات العليا إلى الإلحاد. ففي كتاب شودرلو دلاكلو "العلاقات الغرامية الخطرة" (١٧٨٢) نجد أشرافاً وهميين يتبادلون الملاحظات في فن الإغواء، ويضعون الخطط لفض بكارة فتاة في الخامسة عشرة بمجرد تركها الدير، ويعتنقون فلسفة العدمية الأخلاقية. وحجة البطل، الفيكونت فالمون، أن جميع الناس أشرار في رغباتهم على السواء، ولكن أكثرهم يخفقون في تحقيقها لأنهم يسمحون للتقاليد الأخلاقية أن تخوفهم. ويقول فالمون أن الرجل العاقل يسعى إلى اشباع أي أحاسيس تعده بأعظم لذة، ويحتقره كل النواهي الأخلاقية (٣٣). ويحضرنا في هذا المقام أن بعض السوفسطائيين اليونان توصلوا إلى مثل هذه النتائج بعد أن نبذوا آلهتهم (٣٤).

وفلسفة انعدام الحس الأخلاقي هذه، كما يعرف العالم كله الآن غلا فيها غلواً مقززاً الكونت دساد-الذي يسمى خطأ عادة بالمركيز دساد. وقد لود في باريس عام ١٧٤٠، وخدم في الجيش اثنتي عشرة سنة، وقبض عليه وحكم عليه بالإعدام بتهم اللواط (١٧٧٢)، ثم فر، وقبض عليه، وفر ثانية، وقبض عليه من جديد، ثم حكم عليه بالسجن في الباستيل. وهناك ألف عدة قصص وتمثيليات، فيها من الفحش والبذاءة ما أتسع خياله: وأهمها "جوستين" (١٧٩١)، و"قصة جولييت، أو أزدهار