جذوره، وما من أحد يدري هل تستطيع أن تمد لها جذوراً جديدة في وقت يمكنها من أن تنجي بها حياتها الثقافية.
وكذلك أخذت أساليب الزواج القديم تزول بزوال سلطان الأسرة. نعم إن معظم الزيجات لا تزال ينظمها الآباء، ولكن الزواج بالاختيار الحر بين الفتيان والفتيات آخذ في الانتشار في الحواضر؛ فالشاب لا يكتفي الآن بأن يرى نفسه حراً في أن يتزوج من يشاء، بل هو يجري تجارب في الزواج قد يرتاع لها أبناء الغرب أنفسهم، وهذا القول نفسه ينطبق على الفتيات كما ينطبق على الفتيان. لقد كان نيتشه يرى أن آسية على حق فيما تعامل به النساء، ويرى أن إخضاعهن للرجال هو العاصم الوحيد من سيطرتهن عليهم سيطرة لا تقف عند حد، ولكن آسية قد اختارت أساليب أوربا لا أساليب نيتشه في معاملة النساء. وتعدد الزوجات آخذ في النقصان لأن الزوجة الجديدة تعارض فيه وتعارض في التسري. والطلاق قليل غير عادي، ولكن السبيل إليه أوسع مما كانت في الأيام الماضية (١). والتعليم المشترك هو القاعدة المتبعة في الجامعات، واختلاط الجنسين اختلاطاً حراً أمر عادي في المدن، وقد سنت النساء لهن قوانينهن الخاصة بهن وأنشأن مدارسهن الطبية، بل سرن إلى أبعد من هذا فأنشأن مصرفاً مالياً خاصاً بهن (٣١). واللائي انضممن إلى الحزب من النساء منحن حق الانتخاب، وقد وجدت لهن وظائف في أرقى لجان الحزب والحكومة على السواء (٣٢). ولقد نبذن عادة قتل الأطفال
(١) تجيز الثورة الطلاق إذا طلبه الطرفان، ولكن إذا كان الزوج أقل من ثلاثين سنة أو الزوجة أقل من خمس وعشرين فإن الطلاق يتطلب رضاء الأبوين. ولا تزال الأسباب القديمة التي كانت تجيز للزوج أن يطلق زوجته معمولاً بها - وهذه الأسباب هي العقم، والخيانة الزوجية، وإهمال الواجب، والثرثرة، والسرقة، والغيرة، والأمراض الخطيرة؛ ولكن هذه الأسباب لا يعمل بها إذا كانت الزوجة قد حزنت ثلاث سنين على والدي زوجها، أو لم تكن لها أسرة تعود إليها، وكانت وفية لزوجها في أثناء ارتفاعه من الفقر إلى الغنى.