سانس كولوت Sans Colotts، وكلمة emigrés أي الذين هاجروا من فرنسا بعد أحداث الثورة الفرنسية، وغير ذلك كثير.
أما الكلمتان المضللتان اللتان نود التوقف أمامهما كثيرا فهما كلمة heresy وترجمتها الحرفية هرطقة وكلمة atheist وترجمتها الحرفيه ملحد. فمن المفهوم أن شخصا ما عندما يصف آخر بالكفر فإنه يعنى أنه غير مؤمن بما يؤمن به هو. وهكذا فالبوذي بالنسبة للزرادشتي كافر أو ملحد، والزرادشتي بالنسبة للبوذي كافر أو ملحد، والهندوسي بالنسبة للمانوي كافر أو ملحد، والعكس بالعكس، وهكذا يتحدث كل شخص من خندقه أو من منطلقه أو من خلفيته الثقافية هو، وعلى ذلك فعندما أقرأ في كتاب أوروبي أن جماعة ما أو شخصا ما من الملحدين أو من الهراطقة فإن هذا يتطلب مني أن أعرف خلفية المؤلف الدينية والثقافية ولا أكتفي بنقل الكلمة حرفيا، وانتهى الأمر.
فمن هم الهراطقة الذين نقرأ عنهم في التاريخ الأوربي؟ إنهم الذين أنكروا التثليث، وقالوا إن الله واحد أحد One Sole وليس ثالث ثلاثة، فاعتبرتهم المذاهب المسيحية الأخرى كلها هراطقة، بينما اعتبروا هم أنفسهم من المسيحيين الحقيقيين، وجرى العرف في كتب التاريخ الأوربي كلها على أنهم "هراطقة"، وأن مذهبهم هو الهرطقة herecy بعينها، وترجم المترجمون العرب هذه الكلمة على علاتها.
فهل هذا بالنسبة لي أنا كمسلم صحيح؟ أمن يقول إن الله واحد مسيحي مهرطق ومن يقول إن الله ثالث ثلاثة مسيحي صحيح المسيحية؟. الترجمة ليست نقلا من حرف إلى حرف أو من كلمة إلى كلمة أو حتى من لغة إلى لغة، وإنما هي نقل من ثقافة إلى ثقافة، وإلاّ أدّى الأمر إلى أن يفهم القارئ العربي عكس المطلوب. المهم أن هؤلاء المناهضين للتثليث تعرّضوا لأذى شديد فتشتتوا ودخلوا في المذاهب المسيحية الأخرى، وظلوا محتفظين بعقيدتهم سرا، وظل وجودهم مستمرا منذ القرن السادس عشر، وها نحن نقابلهم مرة أخرى في أثناء الثورة الفرنسية، فوصفهم مسيحيون آخرون بأنهم هراطقة، ووصفت الثورة الفرنسية بأنها ثورة هراطقة، وليس الأمر كذلك، ولجدة هذه الأفكار ربما حتى بالنسبة لبعض المثقفين، نورد فيما يلي المبحث التالي الذي نشرته إحدى الدوريات المتخصصة: