وفي ١٥٣٩ م وجد ميلانشتون Melanchthon أنه من الضروري أن يحذر من انتشار أفكار سيرفيتوس على نطاق واسع في شمال إيطاليا. ثم ظهر برنارد أوشينو Bernard Ochino (١٤٨٧ - ١٥٦٥) الذي عبر سويسرا واتجه إلى لندن، وكان يحارب فكرة التثليث بكل قواه. وفي ١٥٣٩ م تم إحراق كاترين فوجيل Catherine Vogel وكانت زوجة جواهري، وكانت في الثمانين من عمرها وذلك لاعتقادها كما جاء في قرار الاتهام:"بوجود إله واحد لا شريك له، خالق كل شيء، ما نراه وما لا نراه ولا يمكن للعقل البشري أن يحيط به".
ولما كان سيرفيتوس Migel Servetus أكثر أفراد الحركة المناهضة للتثليث صخبا في هذه الفترة وكان له من الثقل العلمي ما يجعله جديرا بالاهتمام، لذلك لا بد أن نتوقف لاستعراض ظروفه وأهم أفكاره خاصة وأن كتب تاريخ الهرطقة فد أفردت له فصولا مستقلة. ورغم أن مؤلف كتاب "حق الهرطقة" يصفه بأنه شخص لم يكن على قدر فائق من الذكاء وأنه كان مضطرب الشخصية سيء التنظيم، إلا أنه يعود فيقول عنه إنه كان ذا عقل قوي. ويزعم مؤلف كتاب "حق الهرطقة" أن سيرفيتوس لم يتفوق في علم من العلوم مع أنه درسها جميعا. فقد درس الفلسفة والطب واللاهوت؛ إلا أن المؤلف يعود فيقول إن له ملاحظات واكتشافات طبية رائدة.
لقد كان سيرفيتوس يعتقد أن لوثر وكالفن وزونجلي لم يكونوا حاسمين بما في الكفاية فيما يتعل بعقيدة التثليث the dogma of the trinity كما أنهم لم يطهروا الإنجيل cleansing على حد قوله من هذه الفكرة الخاطئة. بل لقد أعلن سيرفيتوس أن مجمع نيقية Council of Nicaea قد قرر عقيدة التثليث على نحو خاطئ وقد أكد سيرفيتوس إنكاره لفكرة التثليث في عدة كتب أصدرها تباعا، وترجمت للإنجليزية حاملة العناوين التالية:
- Seven Books on the Errors of the Trinity (١٥٣١) .
- Two Dialogues on the Trinity (١٥٣٢) .
- The Restoration of Christianity (١٥٣٥) .
لقد تملكت الأفكار المناهضة للتثليث عقل سيرفيتوس وقلبه فلم يكتف بدعوة الناس العاديين لها، وإنما راح ببراءة يزور كل رجال الدينليقدم لهم براهينه. كما راح يزور كل علماء عصره لهذا الغرض. ففي ستراسبورج Strasbourg زار كلا من رجال الدين