للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب الجغرافيا لبطليموس Ptolemy's Geography وهو أحد المكتشفين الكبار لتركيب الدم وحركة الدم في الرئة the pulmonary circulation of the blood كما كان عالما في مجال التشريح ووظائف الأعضاء، ورغم إحراق سيرفيتوس فإن أفكاره لم تمت.

فسرعان ما دافع عن أفكاره صديقه عالم النبات ليوناردفكس Leonard Fucks ولعل كون سيرفيتوس من أصل إسباني، بالإضافة لاتهام أعدائه له بأنه تركي أو متأثر بالترك، لا يجعلنا نستبعد تأثيرات إسلامية على تفكيرة كما لا نستبعد بالقدر نفسه أن تكون أفكاره هذه مستقاة من أصول إنجيلية صحيحة، خاصة وأن وجهة النظر الإسلامية تشير من خلال القرآن الكريم إلى أن المسيحية في بدايتها كانت من أديان التوحيد الخالص.

والواقع أنه عندما أحرق أهل جنيف سيرفيتوس أحرقوا معه كل طبعات كتبه فيما عدا نسخاً قليلة وتكفلت محاكم التفتيش بإحراق النسخ التي كان بعض الناس يحتفظون بها لأنفسهم، لهذا وجدنا المراجع تختلف اختلافا شديدا فيما ذهب إليه سيرفيتوس. ففي حين نجد بعض الباحثين يذكرون أن سيرفيتوس لم يجعل المسيح (عليه السلام) إلها، وأنه قد وضعه في مرتبة أقل مما يضعه سائر المسيحيين، نجد مراجع أخرى تذكر غير ذلك.

إذ نجد أن مور Moore يذكر أن سيرفيتوس كان يعتقد أن المسيح نفسه هو الله، ثم يعود الكاتب نفسه فيورد نصا لاتينيا يستخلص منه أن سيرفيتوس قد وضع المسيح (عليه السلام) في مرتبة أقل، ويذكر باحث آخر أن سيرفيتوس كان باختصار ينكر قدسية المسيح. ولسنا نجد تفسيرا لموقف الذين قالوا إن سيرفيتوس ذكر أن المسيح نفسه هو الله، إلا أنهم بعد إحراق الرجل أرادوا أن يخففوا التهمة الموجه إليه، على اعتبار أن إنكار إلوهية المسيح، هو أقصى درجات الكفر بالنسبة للمجتمع المسيحي، سواء كان كاثوليكياً أم بروتستنتياً.

ولما كان سيرفيتوس أحد علماء عصره، ومخافة أن يتأثر بأفكاره الدينية قوم آخرون، لذا جرى تشويه هذه الآراء. وتلك مسألة معروفة في التاريخ الكنسي خاصة، وتاريخ الفكر عامة، ولا نعدم شبيها لهذا في تاريخ الفكر الإسلامي إذ كثيرا ما شوه أعداء الإسلام أفكار بعض مفكريه بعد مماتهم. على كل حال، لقد كان ميلانشتون، ساعد مارتن لوثر الأيمن، قد كتب إلى كالفن ذاكرا أن سيرفيتوس يستحق كل عقاب، وأنه - أي ميلانشتون - يوافق على أي